كيف تكون سمحًا على خطى النبي

إسلاميات

استمع الي المقالة
0:00

كيف تكون سمحًا على خطى النبي

السماحة.. صفة عظيمة تجمع بين الشهامة والأصالة، وأيضًا حسن الخلق، فضلاً عن التمسك والسير على ما كان عليه رسولنا الأكرم

صلى الله عليه وسلم، وهي تعني أيضًا بذل ما لا يجب تفضلًا، وترك المساحة والحض على ترك التضييق على الناس في المطالبة، وأخذ العفو منهم، ومن ثم فهي من شعب الإيمان.

عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه، قال: قيل: يا رسول الله، أي الإيمان أفضل؟ قال صلى الله عليه وسلم: «الصبر والسماحة»، كما

أنها لاشك من أعالي الأخلاق وجميل القيم التي يحبها الله، ويرضى عن المتحلي بها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى

الله عليه وسلم قال: «إن الله يحب سَمْح البيع، سمح الشراء، سمح القضاء».

الرحمة للمتسامح

إذن السماحة تلخص خلق المسلمين، وبالتالي على كل مسلم التخلق بها، والسير على نهجها، لأنها تحمل كل معاني النبل والذوق الرفيع،

والتسامح وأيضًا العفو عند المقدرة، وقد دعا النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم بالرحمة لمن تحلى بالسماحة في بيعه وشرائه وقضائه واقتضائه.

عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «رحِم اللهُ رجلًا سَمْحًا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى»،

ومقتضى السماحة في البيع أن يتجنب التطفيف في الكيل والمِيزان، وأن يوفي صاحب الحق حقه بالعدل، بل يرجح له فيما

يستحقه، ويرضى بقليل الربح، كما أمر الله تعالى بقوله: « وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ » (الأنعام: 152).

وقد حذر الله تعالى من إنقاص المكيال والميزان، وبخس الناس حقوقهم ولو كان شيئًا يسيرًا، فقال تعالى: « وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ

إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ » (المطففين: 1 – 3)، وعندما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وزانًا يزن، قال له: «زن وأَرجح».