تحذير من الباحثين : تجنبوا الإحتفاظ بالإيصالات الورقية! فاتورة مشترياتك خطر يهدد صحتك
في الوقت الذي يتجه فيه العالم نحو الرقمنة وتنتشر الإيصالات الرقمية كوسيلة حديثة ومريحة.
كما لا يزال الكثيرون منا يفضلون الحصول على الإيصالات الورقية التقليدية بعد إتمام عمليات الدفع في المتاجر والمؤسسات المختلفة.
بينما هذا التصرف الذي يبدو بسيطًا قد يحمل في طياته خطرًا خفيًا يهدد صحتنا، وفقًا لتحذيرات أطلقها باحثون متخصصون في الصحة.
خطر خفي في الإيصالات الورقية: مادة BPS المثبطة للغدد الصماء
فقد دق هؤلاء الباحثون ناقوس الخطر محذرين من مادة كيميائية خطيرة تدخل في تركيب الإيصالات الورقية .
لاشك أن فاتورة مشترياتك خطر يهدد صحتك والمادة هي “بيسفينول إس”
هذه المادة تصنف ضمن مثبطات الغدد الصماء، وهو ما يعني أنها قادرة على التأثير سلبًا على التوازن الهرموني في جسم الإنسان.
والأكثر إثارة للقلق هو تأكيد الباحثين على أن الجلد يمتص هذه المادة بسرعة بمجرد لمس الإيصال.
إجراءات قانونية ضد المتاجر المخالفة وتأثير BPS على الصحة
وقد أعلنت مؤسسة الصحة البيئية عن إتخاذ إجراءات قانونية ضد 32 متجرًا تبين إستخدامها لمستويات عالية من مادة BPS في إيصالاتها، وذلك وفقًا لما نقلته “فوكس نيوز”.
كما أوضحت المؤسسة أن هذه المادة تمثل “نسخة أقل شهرة، لكنها أكثر خطورة من مادة (BPA) الكيميائية التي كانت تستخدم سابقًا في الإيصالات”،
مشيرة إلى تأثيرها الضار على التوازن الهرموني.
وتشير الدراسات إلى أن مادة BPS، على غرار مادة بيسفينول أ (BPA)، تحاكي هرمون الإستروجين الأنثوي .
كذلك هو ما قد يؤدي إلى إضطرابات في وظائف حيوية مهمة في الجسم، مثل عملية التمثيل الغذائي، والنمو، والخصوبة.
وقد أثبتت الأبحاث أن الجلد قادر على إمتصاص مادة BPS بمجرد التعامل مع الإيصالات لفترات وجيزة.
خيارات للمتاجر ونصائح للمستهلكين لتجنب الخطر
ولمواجهة هذا الخطر، قدمت مؤسسة الصحة البيئية خيارين للمتاجر والشركات المعنية
إما توفير تحذيرات واضحة للمستهلكين بشأن وجود هذه المادة في الإيصالات.
أو إعادة تصنيع منتجاتها للتخلص من مادة BPS بشكل كامل.
وفي حال عدم الإمتثال، سيتم فرض غرامات مدنية على الشركات المخالفة.
ونصحت المؤسسة المستهلكين بإتخاذ الحيطة وتجنب الحصول على الإيصالات الورقية قدر الإمكان.
تحذيرات من التعرض القصير وتدابير وقائية إضافية
وفي سياق متصل، أكد رئيس قسم العلوم في مركز الصحة البيئية، ميهير فوهرا.
أن حمل إيصال يحتوي على مادة BPS لمدة لاتتجاوز عشر ثوانٍ قد يعرض الشخص لمستويات تتجاوز الحد الآمن من التعرض لهذه المادة.
مما يستدعي ضرورة توعية المستهلكين بشكل واضح.
من جهتها، شددت المديرة التنفيذية لمركز الصحة البيئية، شاكيرا عظيمي غايلون، على أهمية إتخاذ تدابير وقائية إضافية، مثل إرتداء العاملين في المتاجر للقفازات عند التعامل مع الإيصالات .
وتجنب إستخدام معقمات اليد الكحولية لأنها قد تزيد من إمتصاص الجلد لمادة
كما أشارت إلى مشكلة أخرى تتعلق بالإيصالات الورقية الحرارية، وهي عدم إمكانية إعادة تدويرها لأنها تلوث عملية إعادة التدوير بالمواد الكيميائية الضارة.
الإتجاه نحو الإيصالات الرقمية ومخاوف بشأن مواد كيميائية أخرى
وفي تعليقه على هذا الأمر، أشار المحلل الطبي الدكتور مارك سيغل إلى الإتجاه المتزايد نحو إستخدام الإيصالات الرقمية.
معتبرًا أنه “نتجه بالفعل نحو الإعتماد على الإيصالات الرقمية بشكل طبيعي”.
ولكنه لفت الإنتباه أيضًا إلى أن الكثير من الأشخاص قد يتعرضون لمادة BPA دون علمهم من مصادر أخرى، مثل بعض أغلفة الهواتف (بإستثناء أجهزة آيفون).
كما أكد الدكتور سيغل على الحاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث حول تأثير المواد الكيميائية الدائمة مثل مادة BPS .
مشددًا على أنها “موجودة في كل مكان وتثير مخاوف حقيقية بشأن الخصوبة.
لذا نحتاج إلى توثيق أفضل وتقليل التعرض لها.”
دراسة ألمانية تكشف عن تأثير BPS على الدماغ
الجدير بالذكر أن دراسة ألمانية أجريت عام 2021 قد توصلت إلى نتائج مقلقة تشير إلى أن مادة BPS قد تلحق أضرارًا جسيمة بالدماغ البشري .
وذلك بعد دراسة تأثيرها على الخلايا العصبية لأسماك الزينة.
الخلاصة
لذلك ضرورة الحذر والتوجه نحو البدائل الآمنة
يبدو أن عادة الإحتفاظ بالإيصالات الورقية قد تحمل مخاطر صحية لم نكن على دراية بها.
فإن النصيحة بتجنبها قدر الإمكان والإتجاه نحو البدائل الرقمية تبدو أكثر أهمية من أي وقت مضى للحفاظ على صحتنا وتقليل تعرضنا لهذه المواد الكيميائية الضارة.