ما هو تأثير اللحوم الحمراء على مرضى النقرس

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

اللحوم الحمراء والنقرس: تعد اللحوم الحمراء أحد أكثر الأطعمة إثارة للجدل في النظام الغذائي لمرضى النقرس، حيث ارتبط تناولها تاريخياً بلقب “مرض الملوك” نظراً لصلتها الوثيقة بالاستهلاك المفرط للبروتينات الحيوانية. يُعرف النقرس بأنه نوع من التهاب المفاصل الناتج عن تراكم بلورات حمض اليوريك (حمض البول) في المفاصل، مما يسبب آلاماً مبرحة وتورماً مفاجئاً.

اللحوم الحمراء والنقرس: علاقة السبب والنتيجة

1. مادة “البيورين” هي المفتاح

السبب الرئيسي الذي يجعل اللحوم الحمراء (مثل لحم البقر، الغنم، والماعز) خطيرة على مرضى النقرس هو احتواؤها على نسب عالية من مركبات كيميائية تسمى “البيورينات”. عندما يقوم الجسم بتكسير هذه المركبات أثناء عملية التمثيل الغذائي، ينتج عن ذلك حمض اليوريك كمنتج ثانوي. في الحالة الطبيعية، يتخلص الجسم من هذا الحمض عبر الكلى، ولكن عند تناول كميات كبيرة من البيورينات، ترتفع مستويات الحمض في الدم بشكل يفوق قدرة الكلى على التصريف، مما يؤدي إلى ترسبه في المفاصل على شكل بلورات إبرية حادة تسبب “نوبات النقرس”.

2. خطر “نوبات النقرس” الحادة

تؤكد الدراسات أن تناول حصة واحدة يومياً من اللحوم الحمراء يزيد بشكل كبير من احتمالية التعرض لنوبة نقرس حادة. هذه النوبات غالباً ما تحدث في الليل وتتركز في إصبع القدم الكبير، وتؤدي إلى التهاب شديد يجعل من الصعب حتى لمس المفصل. اللحوم الحمراء لا ترفع مستويات الحمض فحسب، بل تزيد أيضاً من حالة الالتهاب العام في الجسم.

3. الدهون المشبعة وتأثيرها المزدوج

تحتوي العديد من قطع اللحوم الحمراء على نسبة عالية من الدهون المشبعة. هذه الدهون لا تضر القلب فحسب، بل إنها تعيق قدرة الكلى على التخلص من حمض اليوريك بكفاءة. هذا يعني أن مريض النقرس الذي يتناول لحوماً دسمة يواجه مشكلتين: إنتاج مفرط للحمض وصعوبة في طرده.


كيف يتعامل مريض النقرس مع اللحوم؟

لإدارة الحالة وتجنب الآلام، ينصح الأطباء وخبراء التغذية باتباع القواعد التالية:

الاعتدال الصارم: لا يعني النقرس الحرمان التام، ولكن يجب تقليل الحصة لتكون في حدود 100 جرام مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع كحد أقصى.

اختيار القطع الصافية: يفضل اختيار قطع اللحم الخالية تماماً من الدهون لتقليل التأثير السلبي للدهون المشبعة.

الابتعاد عن “أحشاء الذبائح”: يجب تجنب الكبد، الكلى، والمخ تماماً، لأنها تحتوي على أعلى تركيزات من البيورين مقارنة باللحوم العضلية.

البدائل الصحية: يُنصح بالاعتماد أكثر على البروتينات النباتية (مثل البقوليات باعتدال) أو الدواجن منزوعة الجلد، مع الإكثار من شرب الماء لمساعدة الكلى على غسل حمض اليوريك.

خاتمة: إن التحكم في استهلاك اللحوم الحمراء ليس مجرد خيار غذائي لمريض النقرس، بل هو ضرورة طبية لتجنب تلف المفاصل المزمن. الالتزام بنظام غذائي متوازن هو السلاح الأول للسيطرة على هذا المرض والعيش بدون ألم.