لماذا تعتبر السيطرة على الوزن في الأربعينات خط الدفاع الأول ضد الزهايمر

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

الوقاية في منتصف العمر: لماذا تعتبر السيطرة على الوزن في الأربعينات خط الدفاع الأول ضد الزهايمر؟

تؤكد الدراسات الحديثة على أن الفترة الحرجة التي تربط السمنة بخطر الإصابة بالزهايمر هي مرحلة منتصف العمر (بين 40 و 60 عاماً). تشير الأدلة إلى أن السيطرة على مؤشر كتلة الجسم (BMI) وضغط الدم والجلوكوز في هذه المرحلة العمرية تلعب دوراً وقائياً قوياً، حيث أن الأضرار الأيضية والالتهابية الناتجة عن السمنة تتراكم في الدماغ ببطء على مدى عقود قبل ظهور الأعراض السريرية للزهايمر.

1. آلية التراكم الصامت للتلف الدماغي: تحدث عملية تراكم بروتين بيتا-أميلويد وبروتين تاو في الدماغ بصمت تام لسنوات طويلة قبل أن يبدأ الشخص في ملاحظة أي فقدان في الذاكرة. السمنة تعمل كـ “محفز” يسرّع من هذه العملية الصامتة. الخلايا الدبقية الصغيرة (Microglia)، وهي الخلايا المناعية للدماغ، تكون مسؤولة عادة عن تنظيف هذه البروتينات السامة. لكن في ظل الالتهاب المزمن المرتبط بالسمنة، تصبح هذه الخلايا الدبقية أقل كفاءة أو حتى متحولة، مما يؤدي إلى فشل الدماغ في إزالة النفايات المتراكمة.

2. اختلال محوري الأمعاء-الدماغ: تربط الأبحاث الحديثة السمنة أيضاً باختلال في ميكروبيوم الأمعاء، مما يؤثر على محور الأمعاء-الدماغ. تؤدي التغيرات في بكتيريا الأمعاء إلى زيادة نفاذية الغشاء المعوي، مما يسمح بعبور جزيئات التهابية إضافية إلى مجرى الدم، والتي تساهم بدورها في الالتهاب العصبي وتدهور الحاجز الدموي الدماغي.

3. دور فقدان الوزن في الوقاية: تشير البيانات إلى أن فقدان الوزن في منتصف العمر، وخاصة من خلال التغييرات الغذائية وزيادة النشاط البدني، يمكن أن يعكس جزئياً أو يوقف مسارات الالتهاب ومقاومة الأنسولين التي تدفع نحو الزهايمر. ليس الهدف هو النحافة المفرطة، بل الوصول إلى وزن صحي والحفاظ على مستوى لائق من اللياقة البدنية للحفاظ على تدفق الدم الصحي للدماغ.

4. مؤشر كتلة الجسم كعلامة تحذير مبكر: يجب النظر إلى مؤشر كتلة الجسم (BMI) المرتفع في منتصف العمر كعلامة تحذير أولية، لا تتطلب فقط تغييرات في نمط الحياة، ولكن أيضاً فحصاً دورياً لمؤشرات ضغط الدم وسكر الدم والكوليسترول، وكلها عوامل يمكن التحكم فيها بفعالية للحد من الخطر المعرفي المستقبلي. التعامل مع السمنة كعامل خطر إدراكي يغير منظور الوقاية من الزهايمر من مجرد حل علاجي مستقبلي إلى استراتيجية حياتية حالية.