جريمة الإبتزاز الإلكتروني وعقوبتها في القانون المصري.
ع.م.ع
عشان ميضحكش عليك
بقلم : المستشار علي طايع
تعد جريمة الإبتزاز الإلكتروني من الجرائم المستحدثة بفعل التقدم الكبير في تكنولوجيا المعلومات، وهي التي تتم باستخدام الإمكانات التكنولوجية الحديثة ضد ضحايا أغلبهم من النساء لابتزازهم مادياً أو جنسياً.
وقد أصبحت تشكل ظاهرة خطيرة على الأشخاص والمجتمعات على الرغم من أنه بات معروفاً لدى أغلبية مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي ومستخدمي الهواتف الذكية من أن البيانات الشخصية والصور يمكن سرقتها أو استدراج الضحية للحصول على صور أو فيديوهات لاستخدامها كوسيلة لتهديد وابتزاز الكثير من الأبرياء والتشهير بهم، لتحقيق مكاسب مالية غير مشروعة، عبر مساومة الضحية وابتزازها مقابل عدم فضح أسرارها نتيجة اختراق خصوصيتها.
وتتعدد أوجه جرائم الإبتزاز الإلكتروني بحيث يقوم المبتز بعدة أفعال وهمية على الضحية، وبصورة خاصة الفتيات، هذه الحيل يكون الغرض منها الإيقاع بالضحية والتسلل إلى كل المعلومات الشخصية عنها، مثل الصور والفيديوهات من أجل التهديد بفضح أمرها فيما بعد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما يوجد العديد من أوجه التهديد أيضًا.
حيث يوجد التهديد الشفهي، وآخر عبر رسائل الواتساب، وهناك تهديد كلامي، وآخر عن طريق استخدام البرامج المتعددة التي تقوم بتغيير الصور إلى صور مخلة بالآداب، وخلافه العديد من طرق التهديد. إلا أن هناك عدة أمور يجب معرفتها علشان ميضحيكش عليك.
كيف تتعامل مع الإبتزاز عن طريق الإنترنت؟
يجب أن يحتفظ الشخص الذي يتعرض للإبتزاز من قبل شخص مجهول بجميع رسائل واتساب أو فيسبوك أو البريد الإلكتروني، التي تحتوي على التهديد.
تقديم بلاغ بالواقعة، ويتعين تقديم البلاغ فيما يخص الواقعة خلال ٣ أشهر، وذلك طبقًا للمادة ٣ من قانون الإجراءات الجنائية، التي نصّت على أنه لا يجوز أن ترفع الدعوى إلا في حالة وجود شكوى من الضحية إلى النيابة العامة.
ولا تقبل الشكوى بعد مرور ٣ أشهر من يوم علم المجني عليه بالتهديدات، وبمن أرسلها، لأن السكوت عن الحق لا يحمى صاحبه.
غلق جميع التطبيقات الخاصة بك التي يكون المبتز على علم بها.
وكذلك تفعيل خاصية الحظر للمبتز ومحاولة عدم الاستجابة لطلباته وتهديداته، والتعامل مع الأمر بكل جدية ومحاوله إخبار أحد الأصدقاء أو الأهل لمساعدتك للتصدي للمبتز.
عدم الاستجابة لطلبات المبتز من حيث إرسال صور أو أي فيديوهات أو محادثات جديدة أو أيضاً مبالغ مالية، حيث استجابتك للمبتز لن تجعله يتوقف عن طلباته التي سوف تزيد يوماً بعد يوم حين يشعر بضعفك واستجابتك لطلباته التي لن تنتهي.
عقوبة الإبتزاز الإلكتروني
وضع المشرع عقوبة لكي تكون رادعة لكل من تسول إليه نفسه القيام بمثل هذه الجريمة البشعة.
وقد نص قانون العقوبات المصري في ذلك بالمادة 327 منه على: “أن كل من هدد غيره كتابة بارتكاب جريمة ضد النفس أو المال معاقب عليها بالقتل أو الأشغال الشاقة المؤبدة أو المؤقتة أو بإفشاء أمور أو نسبة أمور تخدش الشرف يعاقب بالسجن، وتنخفض إلى الحبس إذا لم يكن التهديد مصحوباً بطلب مادي”.
ونص كذلك قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات في المادة 25 على أن يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر، وبغرامة لا تقل عن خمسين ألف جنيه ولا تجاوز مائة ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من اعتدى على أي من المبادئ أو القيم الأسرية في المجتمع المصري أو انتهك حرمة الحياة الخاصة أو أرسل بكثافة العديد من الرسائل الإلكترونية لشخص معين دون موافقته أو منح بيانات شخصية إلى نظام أو موقع إلكتروني لترويج السلع أو الخدمات دون موافقته، أو نشر عن طريق الشبكة المعلوماتية أو بإحدى وسائل تقنية المعلومات معلومات أو أخبارًا أو صورًا وما في حكمها، تنتهك خصوصية أي شخص دون رضاه، سواء كانت المعلومات المنشورة صحيحة أو غير صحيحة.
وعاقبت المادة 26 من ذات القانون بالحبس مدة لا تقل عن سنتين، ولا تجاوز خمس سنوات وبغرامة لا تقل عن مائة ألف جنيه لا تجاوز ثلاثمائة ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من تعمد استعمال برنامج معلوماتي أو تقنية معلوماتية في معالجة معطيات شخصية للغير لربطها بمحتوى منافٍ للآداب العامة، أو لإظهارها بطريقة من شأنها المساس بها أو بشرفها.
وبعض حالات الإبتزاز الإلكتروني التي صدرت فيها أحكام بالسجن، فقد قضت محكمة الجنايات، بمعاقبة متهم، بالسجن المشدد ٣ سنوات، لقيامه بأفعال خادشة لطبيبة أسنان بمصر القديمة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كشفت تحقيقات النيابة العامة عن قيام المتهم بتهديد المجني عليها، بإفشاء أمور خادشة لشرفها، عبر مقطع مصور لها يحوي إيحاءات جنسية.
كما عاقبت محكمة جنايات متهم بالسجن ثلاث سنوات، لابتزازه ربة منزل بمقاطع فيديو لها وكشفت تحقيقات النيابة العامة، عن قيام المتهم بتهديد المجنى عليها ربة منزل بإفشاء وفضح أمرها بعد تحصله على مقاطع فيديو لها عن طريق التقاطه صورًا بواسطة هاتفه المحمول، وهددها بإفشاء أمرها ونشر الصور والمقاطع مطالباً إياها بمبالغ مالية.
وأسندت النيابة للمتهم، تهمة التعدي على حرمة الحياة الخاصة، وإساءة استخدام وسائل الاتصال لارتكاب الجرائم، وقد تم ذلك، بعد تلقى بلاغاً من المجنى عليها بأن المتهم يهددها بنشر صور فاضحة لها مقابل مبالغ مالية، ونشبت خلافات بينهما عقب مطالبتها له بالزواج الشرعي، فقام بتهديدها عن طريق رسائل هاتفية، مطالبًا بمبالغ مالية لعدم نشر صورها ومقاطع خاصة بها.
في حالة التعرض للإبتزاز الإلكتروني يمكن تقديم شكوى أو بلاغ من خلال الموقع الرسمي لوزارة الداخلية، أو التوجه مباشرة إلى إدارة مكافحة جرائم الحاسبات وشبكات المعلومات في مقر وزارة الداخلية بالقاهرة الجديدة، أو إدارة مباحث الإنترنت بأكاديمية الشرطة بالعباسية أو التوجه إلى مديرية الأمن التابع لها محافظتك، أو الاتصال بالرقم المختصر 15008 الخاص بالإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات بقطاع نظم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بوزارة الداخلية.
نصائح مهمة للمواطنين لحماية بياناتهم الشخصية على شبكة الإنترنت وهي:
استخدام برنامج أنتي فيرس وتحديثه دورياً، وذلك لمنع الفيروسات والملفات الضارة بجهاز الكمبيوتر أو الموبايل، خاصة عند الاتصال بالإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي من خلالها قد يجري إرسال مع ملفات التجسس لسرقة البيانات الشخصية وحسابات الفيسبوك.
تفعيل خاصية personal Firewall أو استخدام برنامج الحائط الناري لمنع اختراق الجهاز أو الموبايل.
تحديث نظام التشغيل على الموبايل أو الكمبيوتر لأحدث نسخة متاحة، حيث يجري سد الثغرات الأمنية في التحديثات الجديد.
عدم الاحتفاظ بصور شخصية أو خاصة على الفيسبوك بدون حمايتها أو حجبها عن غير الأهل والأصدقاء، حيث قد يستغل البعض هذه الصور أو يتم تركيب صور بشكل مخل لابتزاز الضحية.
عمل كلمة سر قوية للفيسبوك وحساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام مع تغيرها كل فترة.
عدم استقبال إضافات من الغرباء على الفيسبوك بشكل عام.
عدم فتح لينك أو موقع مجهول لك، خصوصاً عند استخدامك للفيسبوك أو تويتر.
عدم استقبال أي ملف باسم مشبوه أو غريب، ولا تقم بفتحه أو الضغط عليه، فعادة ما يتم إرسال ملف الاختراق باسم صورة، لكنه يكون بامتداد exe فلا داعي لفتح أي ملف غريب خاصة في حالة عدم وجود برنامج مضاد للفيروسات.
في حالة طلب صديق أو صديقة لك على الفيسبوك للمال أو كارت شحن أو صوراً خاصة أو خلافة قم بالاتصال بالصديق أولاً والتأكد منه مباشرة، حيث قد يكون قد تم تهكير الحساب الخاص به على الفيسبوك والسارق هو من يتحكم بحسابه.
في حالة سرقة موبايلك أو حساباتك على الفيسبوك أو تويتر قم بإغلاقها فوراً من خلال الإيميل الخاص بك، لذلك يجب الاحتفاظ بإيميل الفيسبوك ومعرفة كلمة السر الخاصة به.
كن حريصاً، واتبع كل ما يحفظ جميع بياناتك علشان مايضحيكش عليك.