تأخر التطور الحركي للطفل .. قد يتعرض بعض الأطفال لتأخر التطور الحركي بشكل لا يتماشى مع فئتهم العمرية، والذي تتمثل علاماته في صعوبة الزحف، أو الوقوف على القدمين، أو المشي، أو حتى القيام بأبسط المهارات الحركية، كتعلم كيفية تناول الطعام، الأمر الذي يتسبب في إصابة الأمهات بالقلق.
نستعرض في السطور التالية، كل ما يتعلق بتأخر التطور الحركي لدى الأطفال، وفقًا لما ذكره الدكتور إسلام السيد، مدير مركز رؤية للعلاج الطبيعي وتأهيل الأطفال.
أسباب تأخر التطور الحركي لدى الأطفال
يمكن تقسيم أسباب تأخر التطور الحركي للأطفال إلى نوعين رئيسين، هما:
1- أسباب عضوية
تحدث نتيجة وجود خلال في عملية نمو وتكوين الجهاز العصبي للطفل، أو حال افتقار الجسم لبعض العناصر الغذائية الهامة، مثل الكالسيوم أو فيتامين د، ما يؤثر على قوة عضلات الطفل ونمو عظامه، الأمر الذي يؤدي إلى تأخر النمو الحركي له، وتشمل تلك الأسباب:
– أسباب عضوية تحدث قبل الولادة:
- حدوث نزيف للأم أثناء فترة الحمل.
- معاناة الأم من عوامل الخطر أثناء فترة الحمل مثل الضغط أو السكري.
- تناول الأم للمشروبات الكحولية أو المخدرات.
– أسباب عضوية تحدث أثناء الولادة:
- نقص الأكسجين في مخ الطفل كنتيجة مباشرة للولادة المبكرة، أو الأطفال المبتسرين، بسبب عدم اكتمال رئة الطفل.
– أسباب عضوية بعد الولادة:
- إصابة الطفل بالتهاب سحايا المخ والجهاز العصبي، ما يؤدي إلى تأخر التطور الحركي.
- تعرض الطفل إلى كدمات أو إصابات دماغية قوية، ما يؤدي إلى حدوث جلطات في المخ، نتيجة حدوث نزيف في الأوعية الدموية.
- حدوث بعض الطفرات الجينية مثل تعرض الطفل للإصابة بمتلازمة داون، والتي تكون نتيجة لأسباب وراثية.
2- الأسباب غير العضوية
ترجع الأسباب غير العضوية إلى العوامل البيئية المحيطة بالطفل، وتشمل:
- عدم تشجيع الأم للطفل على الحركة بصفة مستمرة، نتيجة حملها له لفترات طويلة، الأمر الذي يجعله عرضه إلى التأخر الحركي.
- الجوانب الاجتماعية والمادية التي ينشأ فيها الطفل، والتي يتوقف عليها إتاحة الفرصة للاختلاط مع أطفال أخرين من عدمه.
- سرعة التطور الحركي للإناث مقارنة بالذكور.
علامات منذرة بتأخر التطور الحركي للطفل
هناك مجموعة من العلامات المنذرة بتأخر النمو الحركي للطفل، يمكن للأم ملاحظتها على طفلها بسهولة، وتتمثل فيما يلي:
1- تأخر اكتساب الطفل للمهارات الحركية بشكل لا يتماشى مع فئته العمرية، مثل تأخر القدرة على الجلوس أو الوقوف أو المشي.
2- ارتخاء أعضاء جسم الطفل بشكل زائد كاليدين أو القدمين.
3- البكاء الشديد بسبب صعوبة الرضاعة أو البلع.
4- قلة الانتباه للمسببات البصرية أو السمعية.
طرق علاج تأخر التطور الحركي للطفل
تبدأ مرحلة علاج تأخر التطور الحركي للطفل عن طريق الاكتشاف المبكر، فكلما كان الاكتشاف سريعًا كلما زادت نسبة الشفاء، حيث يمكن اقتصار طرق العلاج على مجموعة من التدخلات التاي تشمل:
1- العلاج الدوائي
يصفه طبيب العظام أو طبيب المخ والأعصاب وذلك بعد تشخيص الطفل، وتتمثل دواعي استخدامه في افتقار الجسم لبعض العناصر الغذائية مثل الكالسيوم أو فيتامين د، أو معاناة الطفل من التشنجات أو الصرع.
2- العلاج الطبيعي أو التأهيلي
يختص العلاج الطبيعي بمساعدة الطفل في اكتساب المهارات الحركية المفقودة مثل الجلوس أو المشي من خلال تدريبات يدوية، ولا يقتصر ذلك على الطبيب المعالج فقط، بل يجب استمرار تدريب الطفل في المنزل من قبل الوالدين لتحقيق الفاعلية السريعة.
3- الأجهزة التعويضية والوسائل المساعدة
يكمن دور هذه الأجهزة في المحافظة على أطراف الطفل وحمايتها من التشوهات، إضافة إلى وضع الجسم في أوضاعه الصحيحة من خلال المحافظة على استقامة الظهر والعمود الفقري للطفل، ومنع حدوث قصر في أوتار العضلات، وتعزيز وظائف اليدين.
4- الجراحة
يستدعي بعض الحالات التدخل الجراجي وفقًا لما يحدده أطباء العظام والمخ والعلاج الطبيعي، بهدف إطالة الأوتار عند المعاناة من قصرها، أو تشوهات العظام.