احذر.. التجشؤ والانتفاخ علامات خفية لنوبة قلبية صامتة
مقدمة: عندما نتحدث عن النوبة القلبية، تتبادر إلى الذهن فوراً صورة الألم الصدري الخانق أو الثقل المفاجئ. ومع ذلك، هناك شكل خبيث من الأزمات القلبية يُعرف بـ “النوبة القلبية الصامتة” (Silent Heart Attack)، حيث تكون الأعراض غير نمطية ومبهمة، لدرجة أن الكثيرين يخلطون بينها وبين اضطرابات هضمية بسيطة، مثل التجشؤ والانتفاخ وعسر الهضم. يعد الوعي بهذه العلامات الخفية أمراً بالغ الأهمية، خاصة للفئات الأكثر عرضة للخطر.
1. ما هي النوبة القلبية الصامتة؟ النوبة القلبية الصامتة هي احتشاء عضلة القلب الذي يحدث دون الأعراض الكلاسيكية (ألم شديد في الصدر). يحدث هذا بسبب انسداد في أحد الشرايين التاجية، مما يمنع وصول الدم والأكسجين إلى جزء من عضلة القلب، لكن الجهاز العصبي لا يرسل إشارات الألم الواضحة. قد تظهر الأعراض في شكل إزعاج خفيف أو أعراض تشبه أعراض أمراض أخرى.
2. العلاقة بين الجهاز الهضمي والقلب (الأعراض الخفية): يُعتقد أن الأعراض الهضمية غير التقليدية المرتبطة بالنوبة القلبية ناتجة عن عدة عوامل:
- التهيج العصبي المشترك: يشترك القلب والجهاز الهضمي في مسارات عصبية متقاربة إلى الدماغ. يمكن أن يتسبب الألم الناجم عن نقص التروية في القلب (نقص تدفق الدم) في إطلاق إشارات عصبية تفسرها الدماغ خطأً على أنها قادمة من المعدة أو المريء.
- انخفاض ضخ الدم: عند تضرر القلب، تنخفض كفاءة ضخ الدم المحمل بالأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك الجهاز الهضمي. هذا الخلل قد يؤدي إلى اضطرابات وظيفية في المعدة والأمعاء، مما يسبب أعراضاً مثل الغثيان، الانتفاخ، عسر الهضم، والتجشؤ المتكرر.
- الحموضة والارتجاع: قد يوصف الانزعاج في الجزء السفلي من الصدر، الذي هو في الواقع ناتج عن أزمة قلبية، بأنه “حرقة في المعدة” أو ارتجاع حمضي.
3. متى يصبح التجشؤ والانتفاخ علامة خطيرة؟ يجب عدم تجاهل التجشؤ أو الانتفاخ إذا كان مصحوباً بأي من الأعراض التالية، أو إذا كان غير مبرر بعادات غذائية حديثة:
- الاقتران بضيق التنفس: إذا حدث التجشؤ المتكرر أو الانتفاخ مع صعوبة في التنفس أو شعور بالإرهاق غير المبرر.
- الإجهاد والثقل: إذا كان الشعور بالانتفاخ أو الثقل في أعلى البطن مصحوباً بضغط أو ثقل غير مريح في منتصف الصدر.
- التعرق البارد والدوار: إذا ظهرت الأعراض الهضمية مع تعرق بارد، أو شعور مفاجئ بالدوار أو خفة الرأس.
الخلاصة: التجشؤ والانتفاخ هما في الغالب علامات على مشاكل هضمية، ولكن في سياق وجود عوامل خطر قلبية (مثل السكري أو ارتفاع الضغط أو تاريخ عائلي)، أو عند اقترانهما بأعراض جهازية، يصبحان نذيراً يجب أخذه على محمل الجد. الوعي بهذه الأعراض “غير التقليدية” يمكن أن يكون الفرق بين التشخيص المبكر والمضاعفات الخطيرة.














