
إن كان العشاء في فندق الفورسيزونز مكلفًا.. فمابالك إن ذهبت مع أصدقائك للعشاء والسهر في قصر عابدين؟
المسألة ليست في وجبة الطعام، لكن الفكرة الأساسية، هي الإحساس بالتميز والاستمتاع بالفن والتاريخ والتفرد والفخامة في كل التفاصيل، تضاف لكل ما سبق لذة أصناف الطعام المصري والحلوى الشرقية والخدمة الممتازة في قاعة كان يجلس فيها ملك مصر وضيوفه، في مأدبات ملكية كريمة لم تنمحِ من ذاكرة المؤرخين!
قصر عابدين بناه الخديو إسماعيل مكان منزل يمتلكه عابدين بك أحد أمراء الأتراك وقد تمت توسعة مساحته واستغرق بناؤه 10 سنوات.
يشتمل القصر على 500 غرفة، وفي كل غرفة 100 تحفة فنية على الأقل كل منها على حد وصف كتب المؤرخين تشد العين كأنها مغناطيس، لذلك أطلقوا عليه «الفردوس المفقود».
من مقتنيات المطابخ الملكية كان لقصر عابدين عدد غير قليل من الأطباق المذهبة وأدوات المائدة من الفضة الخالصة ودوارق الكريستال، أما حجرة الطعام فقيل إنها آية من آيات الحسن وما فيها من الفن يسعد العين ويريح الأعصاب!
سقفها منقوش بأبيات الشعر العربى المذهبة والأدعية ذات المعانى البليغة «تفتح النفس»، ليس على الطعام وحده، بل على حب الحياة والثراء والحرية والجمال بألوانه.
ميزانية المطبخ كانت فى العهد الملكى فوق المائة ألف جنيه سنويًا!
عن تجربة شخصية تناولت العشاء ذات مرة في القصر ولم أجده قصرًا عاديًا، الزيارة والعشاء في عابدين دعوة مميزة جدًا لا يمكن نسيانها.. وكيف تنسى ساعات قضيتها في «الفردوس المفقود» كما قالوا عنه في الكتب؟!
من دخله يشبع من الفن دونما طعام، ومن ذاق فيه الأطايب فقد أكرمه مولاه وأسعدته الأيام.













