أضرار قطع النشويات تمامًا..معلومات هامة

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

أضرار قطع النشويات تمامًا: لماذا يجب أن نفكر مرتين؟

في الآونة الأخيرة، انتشرت حميات غذائية تعتمد على خفض أو قطع النشويات (الكربوهيدرات) بشكل كامل، بهدف سريع لخسارة الوزن أو تحسين بعض المؤشرات الصحية. ورغم أن تقليل الكربوهيدرات المكررة والسكر قد يكون مفيدًا، فإن الاستغناء التام عن جميع أنواع النشويات يمكن أن يحمل في طياته أضرارًا صحية جسيمة على المدى الطويل، وقد يؤثر سلبًا على وظائف الجسم الحيوية.

أحد الأضرار الرئيسية لقطع النشويات تمامًا هو نقص الطاقة والإرهاق المزمن. الكربوهيدرات هي المصدر الرئيسي والأساسي للطاقة في الجسم والدماغ. عند حرمان الجسم منها، يلجأ إلى حرق الدهون والبروتينات للحصول على الطاقة، وهي عملية أقل كفاءة وتؤدي إلى الشعور بالتعب، الخمول، صعوبة التركيز، وتقلبات المزاج. هذا النقص في الطاقة يمكن أن يؤثر سلبًا على الأداء اليومي، سواء في العمل أو ممارسة الأنشطة البدنية.


مشاكل الجهاز الهضمي ونقص الألياف

قطع النشويات يعني بالضرورة الاستغناء عن مصادر مهمة للألياف الغذائية مثل الحبوب الكاملة، الفواكه، والخضروات النشوية. نقص الألياف يؤدي إلى مشاكل في الجهاز الهضمي، مثل الإمساك المزمن. الألياف ضرورية للحفاظ على حركة أمعاء صحية وتعزيز نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء، والتي تلعب دورًا حيويًا في المناعة والصحة العامة. بدون كمية كافية من الألياف، يصبح الجهاز الهضمي بطيئًا وغير فعال.


تأثيرات سلبية على وظائف الدماغ والصحة النفسية

يعتمد الدماغ بشكل كبير على الجلوكوز (المشتق من الكربوهيدرات) ليعمل بكفاءة. عند حرمان الدماغ من مصدره المفضل للطاقة، قد تظهر مشاكل مثل صعوبة التركيز، ضعف الذاكرة، والضباب الدماغي (Brain Fog). بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر هذا النغيير الجذري في النظام الغذائي على الصحة النفسية؛ فالعديد من الأشخاص يبلغون عن شعورهم بالتهيج، القلق، وحتى الاكتئاب نتيجة للقيود الغذائية الشديدة ونقص السيروتونين (هرمون السعادة) الذي يرتبط جزئيًا بتناول الكربوهيدرات المعقدة.


نقص المغذيات وتأثيرات على صحة الكلى والعظام

يمكن أن يؤدي الاستغناء التام عن النشويات إلى نقص في العديد من الفيتامينات والمعادن الأساسية التي توجد بكثرة في الفواكه، الخضروات، والحبوب الكاملة، مثل فيتامينات B، فيتامين C، المغنيسيوم، والبوتاسيوم. على المدى الطويل، هذا النقص يمكن أن يؤثر على وظائف الجسم المختلفة، من المناعة إلى صحة العظام.

في بعض الحالات، خاصة في الحميات عالية البروتين ومنخفضة الكربوهيدرات جدًا، قد يزداد العبء على الكلى بسبب الحاجة إلى معالجة كميات أكبر من البروتين، مما قد يشكل خطرًا على الأشخاص الذين يعانون من مشاكل كلوية سابقة. كما أن بعض الدراسات تشير إلى أن تقييد الكربوهيدرات بشكل مفرط قد يؤثر على صحة العظام، خاصة إذا كان النظام الغذائي يفتقر إلى الكالسيوم وفيتامين D.

في الختام، بينما قد يبدو قطع النشويات تمامًا وسيلة سريعة لتحقيق أهداف معينة، إلا أن المخاطر الصحية المحتملة تفوق الفوائد غالبًا. بدلاً من ذلك، يُنصح بالتركيز على اختيار النشويات المعقدة ذات الألياف العالية والابتعاد عن السكريات المضافة والكربوهيدرات المكررة، لتحقيق توازن صحي يمد الجسم بالطاقة والمغذيات دون تعريضه للأضرار. هل تفكر في إعادة تقييم نظامك الغذائي ليشمل النشويات الصحية؟