الشباب وخطورة المخدرات الرقمية : كارثة جديدة تضرب عقول الشباب في مصر

الصحة والجمال, هام

استمع الي المقالة
0:00

الشباب وخطورة المخدرات الرقمية : كارثة جديدة تضرب عقول الشباب في مصر

في عالمنا الرقمي المتسارع، تطورت أساليب الإدمان لتتخطى الأشكال التقليدية للمخدرات الكيميائية. ظهر نوع جديد يسمى “المخدرات الرقمية“، لا يعتمد على الحشيش أو الترامادول، بل على موجات صوتية مشفرة تُبث عبر الإنترنت.

هذه الموجات تعمل على إعادة برمجة العقل، مسببة حالة تشبه تأثير المخدرات التقليدية، ولكن مع آثار نفسية وعقلية قد تكون أكثر خطورة.

كيف يُستدرَج الشباب إلى هذا الفخ؟

الشباب وخطورة المخدرات الرقمية .. لم يعد الأمر يتطلب البحث عن تاجر مخدرات، فالإدمان أصبح على بُعد ضغطة زر. تروي قصص بعض الشباب ممن وقعوا في هذا الفخ كيف بدأ الأمر ببساطة.

يحكي طالب جامعي (21 عامًا) تجربته قائلاً: “كنتُ أستمع للموسيقى لمدة ساعة واحدة يوميًا، وبعد شهرٍ واحد، وجدتُ نفسي أغلق على نفسي يومين كاملين، تمامًا كمن يتناول الترامادول“.

أما شابة (18 عامًا) فتقول إن دافعها في البداية كان أن التجربة “مجانية”، لكنها سرعان ما وجدت نفسها تشتري “ترددات مخصوصة” لضبط مزاجها.

هذه القصص تُظهر مدى سهولة الإستدراج إلى هذا النوع من الإدمان الصامت، الذي لا يترك آثارًا جسدية واضحة، فقط سماعات على الأذن.

الترددات الثنائية : كيف تعمل هذه المخدرات؟

توضح الدكتورة إيناس عبد العزيز، خبيرة الأمن الرقمي، أن المخدرات الرقمية تعتمد على تقنية تُعرف بإسم الترددات الثنائية (Binaural Beats).

ببساطة، يتم بث صوتين بتردد مختلف في كل أذن، مما يجبر المخ على محاولة التوفيق بينهما. هذه العملية تخلق تذبذبات عصبية غير طبيعية، تؤدي إلى شعور بالنشوة أو فقدان التوازن.

ومع الإستماع المتكرر، يبدأ المخ في إفراز مواد كيميائية مثل الدوبامين والسيروتونين، مما يؤدي إلى حالة تشبه الإدمان.

تأثيرات خطيرة على العقل والجسد

تتجاوز مخاطر هذه المخدرات مجرد الشعور بالنشوة المؤقتة، إذ تُسبب آثارًا نفسية وعصبية خطيرة:

إدمان نفسي شديد : يشعر المستخدم بأنه لا يستطيع التركيز أو النوم دون هذه الترددات.

إضطرابات عصبية : مثل الصداع المتكرر، التشنجات، ونوبات الهلع.

أعراض نفسية : كالاكتئاب، والعزلة الإجتماعية، والميول العدوانية.

بوابة لمخدرات أخرى : تبدأ العديد من الحالات بالموسيقى الرقمية لتنتهي بالإدمان على المخدرات الكيميائية.

تُكشف الدكتورة إيناس عن وجود سوق خفي لهذه المخدرات، يتمثل في صفحات على فيسبوك وتيليجرام تبيع “جرعات موسيقية” بأسعار تبدأ من 5 دولارات للجلسة الواحدة.

والغريب أن الأموال المتحصل عليها غالبًا ما تُستخدم في عمليات غسيل أموال عبر العملات الرقمية .

التحذيرات ومسؤولية الدولة

يُجمع الخبراء على أن التأخير في مواجهة هذه الظاهرة قد يؤدي إلى تحويل جيل كامل إلى مدمنين جدد بأساليب مختلفة.

حتى الآن، لا توجد تشريعات مصرية أو عربية واضحة تُجرم هذه الموسيقى، فالمنصات الرقمية تعتبرها “محتوى ترفيهيًا”.

يؤكد اللواء أشرف عبد العزيز، الخبير الأمني، على ضرورة تحرك الدولة سريعًا لتشديد الرقابة على المنصات التي تعرض هذه الترددات.

فإذا لم يُتخذ إجراء حاسم، قد نجد أنفسنا أمام جيل كامل أدمن على “موسيقى بلا كلمات”.