ماهي “طائرة يوم القيامة” : هي حصن القيادة والتحكم في الأوقات العصيبة

أخبار عالمية

استمع الي المقالة
0:00

ماهي “طائرة يوم القيامة” : هي حصن القيادة والتحكم في الأوقات العصيبة

في عالم يشهد تقلبات جيوسياسية متزايدة، تبرز بعض الأصول العسكرية كرموز للجاهزية القصوى.

من بين هذه الأصول، تبرز طائرة “يوم القيامة” الأمريكية، المعروفة رسميًا بإسم E-4B Nightwatch.

هذه الطائرة ليست مجرد طائرة نقل عادية، بل هي مركز قيادة وتحكم جوي إستراتيجي مصمم لضمان إستمرارية الحكومة الأمريكية وقدرتها على القيادة والتواصل في أسوأ السيناريوهات، بما في ذلك الحرب النووية الشاملة.

لماذا سميت “يوم القيامة”؟

يأتي إسم “يوم القيامة” من الدور الحاسم الذي تلعبه هذه الطائرة في أوقات الكوارث الكبرى.

في حال وقوع هجوم نووي أو أي كارثة وطنية واسعة النطاق، ستكون هذه الطائرة هي المنصة التي يمكن للرئيس الأمريكي ووزير الدفاع وكبار قادة هيئة الأركان المشتركة العمل منها.

الفكرة الأساسية هي توفير مركز قيادة متنقل وآمن يمكنه التحليق بعيدًا عن مناطق الخطر، مع الحفاظ على القدرة على إصدار الأوامر وتنسيق الإستجابة.

قدرات لا مثيل لها : حصن طائر

تتمتع طائرة E-4B بمجموعة فريدة من القدرات التي تميزها عن أي طائرة أخرى في الأسطول الأمريكي، مما يجعلها حقًا حصنًا طائرًا

مقاومة الأخطار القصوى : صُممت هذه الطائرة لتحمل الظروف القاسية. يمكنها مقاومة الإنفجارات النووية، الهجمات السيبرانية المعقدة، والآثار الكهرومغناطيسية الناتجة عن التفجيرات النووية التي قد تشل الأنظمة الإلكترونية الأخرى.

إتصال عالمي لا ينقطع : تُعد القدرة على الإتصال هي جوهر مهمة E-4B

تحتوي الطائرة على 67 طبق هوائي متنوع، مما يتيح لها التواصل مع أي شخص في أي مكان حول العالم، بغض النظر عن مدى تضرر البنية التحتية الأرضية.

هذا يضمن تدفق المعلومات الحيوية والأوامر دون إنقطاع.

حماية متقدمة : بالإضافة إلى قدراتها على المقاومة، فإن الطائرة مجهزة بدروع حرارية ونووية، مما يوفر حماية إضافية للطاقم والمعدات الحيوية داخلها.

طاقم كبير ومدى تحليق طويل : يمكن للطائرة أن تستوعب طاقمًا يصل إلى 112 شخصًا، بما في ذلك الطيارون، أفراد الإتصالات، وخبراء الدعم.

كما أن لديها القدرة على التحليق لمسافة تتجاوز 7000 ميل دون الحاجة للتزود بالوقود، مما يمنحها مرونة تشغيلية هائلة للبقاء في الجو لفترات طويلة.

جاهزية صاروخية : ومن الجدير بالذكر أن هذه الطائرة مجهزة أيضًا بقدرات لإطلاق الصواريخ، مما يؤكد على طبيعتها كأصل إستراتيجي حيوي في سيناريوهات الصراع القصوى.

دورها العملياتي والجاهزية المستمرة

تمتلك الولايات المتحدة أسطولاً مكونًا من أربع طائرات من طراز E-4B، والتي تجري رحلات تدريبية منتظمة على مدار العام.

هذه الرحلات ضرورية للحفاظ على الجاهزية العسكرية للطاقم والطائرة نفسها. ففي أي لحظة، تكون إحدى هذه الطائرات على الأقل في حالة تأهب قصوى وجاهزة للإقلاع الفوري.

تعمل هذه الطائرات كمركز قيادة جوي، حيث يستطيع الرئيس ووزير الدفاع ورؤساء هيئة الأركان المشتركة إستخدامها لضمان السيطرة والتواصل في حالة الطوارئ الوطنية أو الهجمات الكبرى.

الخلاصة

لقد عرفنا ماهي “طائرة يوم القيامة” وتُعد طائرة E-4B “يوم القيامة” أكثر من مجرد طائرة؛ إنها رمز للقدرة الأمريكية على الحفاظ على الإستقرار والقيادة حتى في أكثر الظروف كارثية.

إن وجودها يبعث برسالة واضحة حول الجاهزية القصوى والإستعداد لمواجهة أي تحديات قد تهدد الأمن القومي.