ما أسفل من الكعبين في النار .. هل الأمر يتعلق بالكبر أم بالملابس

إسلاميات

استمع الي المقالة
0:00

ما أسفل من الكعبين في النار .. هل الأمر يتعلق بالكبر أم بالملابس ؟ أمين الفتوى يوضح المعنى الحقيقي للحديث النبوي

أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، الشيخ محمد كمال، يُجيب على سؤال حائر، ويكشف عن الفهم الصحيح لحديث النبي ﷺ ” ما أسفل من الكعبين ففي النار “، مؤكدًا أن الأمر لا يتعلق بالإطالة بحد ذاتها، بل بالنية من ورائها.

بداية القصة : سؤال من حائر

بدأ الأمر بسؤال من مواطن يُدعى كريم من الجيزة، إستفسر خلال برنامج “فتاوى الناس” الذي يُعرض على قناة الناس، عن صحة ما يُقال له من بعض الأشخاص بضرورة تقصير بنطاله، لأن ما ينزل عن الكعبين “في النار”.

هذا السؤال ألقى الضوء على قضية تشغل أذهان الكثيرين، وتسببت في بعض التشدد غير المبرر.

النية أولًا : الفرق بين التكبر والسهو

أوضح الشيخ محمد كمال أن الفهم الخاطئ للحديث قد أوقع البعض في التشدد دون وجه حق. وأكد أن من يُطيل ثوبه أو بنطاله دون قصد التكبر أو الخيلاء لا يدخل تحت الوعيد الوارد في الحديث.

فالنبي ﷺ نفسه أوضح المقصود من الحديث في رواية أخرى صحيحة: “من جرّ ثوبه خيلاء، لم ينظر الله إليه يوم القيامة”.

أبو بكر الصديق قدوة لنا

ليؤكد على هذا المعنى، إستشهد الشيخ محمد كمال بموقف سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه. عندما قال للنبي ﷺ: “يا رسول الله، إن إزاري يسترخي إلا أن أتعاهده”، رد عليه النبي ﷺ بقوله الذي يوضح كل شيء:

“إنك لست ممن يفعله خيلاء”. هذا الموقف يثبت أن العبرة ليست بطول الثوب، بل بالنية التي يحملها الإنسان في قلبه.

إجماع الفقهاء : لا حرج في الإطالة لغير تكبر

وإختتم أمين الفتوى كلامه بتأكيد أن جمهور الفقهاء ذهبوا إلى أن الإطالة لغير تكبّر لا حرج فيها، ولا إثم، ولا يدخل صاحبها النار بإذن الله.

وبهذا، يرفع الشيخ محمد كمال الحرج عن الكثيرين، ويضع حدًا للتشدد في تفسير النصوص الدينية، ويعيد الأمر إلى أصله : النية الصادقة والقلب السليم.