فيتامين سي لتجديد الخلايا كشف علمي جديد يقلب موازين تجديد البشرة

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

فيتامين سي لتجديد الخلايا : أكثر من مجرد مضاد للأكسدة.. إكتشاف جيني يغير قواعد اللعبة!

لطالما إرتبط فيتامين “سي” في أذهان الكثيرين بدوره الحيوي في تعزيز إنتاج الكولاجين ومحاربة الجذور الحرة كمضاد للأكسدة.

لكن دراسة يابانية حديثة، تشكل نقلة نوعية في فهمنا لهذا الفيتامين، كشفت عن فائدة “غير متوقعة” ومدهشة : قدرته على تحفيز نمو خلايا الجلد وتجديدها من خلال آلية جينية معقدة.

هذا الإكتشاف قد يمهد الطريق لعلاجات جديدة لمشاكل ترقق الجلد، خاصة لدى كبار السن.

آلية جينية دقيقة وراء التأثير المفاجئ

لم يقتصر دور فيتامين “سي” في هذه الدراسة على كونه مجرد محفز عام، بل تعمق الباحثون في آليته الجينية الدقيقة.

فقد أكد الباحثون أن فيتامين “سي” يساهم في زيادة سماكة البشرة عن طريق تنشيط جينات مسؤولة عن تكاثر الخلايا الجلدية، وبالأخص الخلايا الكيراتينية.

يشرح الدكتور أكيهيتو إيشيغامي، نائب رئيس قسم العلوم الحيوية والطبية في معهد طوكيو لطب الشيخوخة وقائد الدراسة

قائلًا: “لاحظنا أن فيتامين سي يعزز نمو خلايا البشرة من خلال تعديل التعبير الجيني، وخصوصا عن طريق إزالة مجموعات المثيل التي تعيق عمل الجينات المسؤولة عن الإنقسام الخلوي.”

تنشيط الإنزيمات ومكافحة ترقق الجلد

توضح الدراسة أن فيتامين “سي” يدعم نشاط إنزيمات حيوية تُعرف باسم TET، وهي الإنزيمات المسؤولة عن إزالة المثيلة من الحمض النووي.

هذه العملية الجينية الدقيقة ضرورية لإعادة تنشيط الجينات المرتبطة بتكاثر الخلايا.

ومن المثير للإهتمام أن الفيتامين “سي” يعيد تفعيل هذه الإنزيمات من خلال إعادة توليد الحديد الثنائي، وهو عنصر ضروري لإستمرار نشاطها.

وبحسب النتائج، أدى إستخدام فيتامين “سي” إلى تحفيز 12 جينًا رئيسيًا، وهو ما إنعكس مباشرة على نمو خلايا البشرة وتجددها.

وعند تعطيل إنزيمات TET، إختفى هذا التأثير بشكل كامل، مما يؤكد بشكل قاطع أهمية الدور الجيني لهذا الفيتامين.

هذه النتائج الواعدة تجعل من فيتامين “سي” علاجًا محتملًا لمشكلة ترقق الجلد، التي غالبًا ما تصيب كبار السن.

آفاق جديدة لعلاجات جلدية مستقبلية

تمثل هذه الدراسة نقلة نوعية في فهمنا لتأثير فيتامين سي لتجديد الخلايا ، فبينما كانت فوائده مقتصرة في السابق على تعزيز الكولاجين ومقاومة الأكسدة

أصبح ينظر إليه الآن كعامل محفز للنمو الجلدي على مستوى الجينات.

يأمل الباحثون أن يمهد هذا الفهم الجديد الطريق نحو تطوير علاجات فعالة لمشكلات الجلد المرتبطة بالتقدم في السن، مما يفتح آفاقًا واسعة في مجال الطب التجميلي والعلاجي.