المدينة الغارقة لغز كوبا يثير عاصفة من التساؤلات حول تاريخ البشرية

أخبار عالمية, سياحة

استمع الي المقالة
0:00

المدينة الغارقة لغز كوبا يثير عاصفة من التساؤلات حول تاريخ البشرية

في أعماق البحر الكاريبي، وتاريخها أقدم من الأهرامات وتحديدًا قبالة السواحل الكوبية، يكمن لغز أثري محيّر أثار فضول العلماء ومستخدمي وسائل التواصل الإجتماعي على حد سواء.

الحديث هنا عن هياكل حجرية ضخمة إكتُشفت عام 2001، وإدعى البعض أنها بقايا مدينة غارقة قديمة، ربما تكون أقدم من الأهرامات المصرية بآلاف السنين.

إكتشاف غامض وبداية أسئلة بلا إجابات

تعود القصة إلى أكثر من عقدين مضت، عندما أعلن فريق من المستكشفين الكنديين عن إكتشاف غير مسبوق : هياكل حجرية عملاقة تقع على عمق آلاف الأقدام تحت سطح الماء.

التقديرات الأولية أشارت إلى أن هذه الهياكل قد تعود لأكثر من 6,000 عام، وهو ما يجعلها أقدم بكثير من أقدم الحضارات المعروفة، بما في ذلك الحضارة المصرية القديمة التي بنت الأهرامات.

ومع ذلك، وعلى الرغم من أهمية هذا الإكتشاف المحتمل، لم تخضع هذه “المدينة المفقودة” المزعومة لأي دراسة لاحقة أو إستكشاف مكثف.

هذا الإهمال الطويل للموقع دفع العديد للتساؤل عن سبب التخلي عن البحث في هذا اللغز المثير، مما أثار موجة من التكهنات والإدعاءات على وسائل التواصل الإجتماعي.

عودة الجدل : أطلانتس أم مؤامرة؟

مؤخرًا، عادت قصة هذه الهياكل الغامضة إلى الواجهة عبر منصات التواصل الإجتماعي، حيث ربطها كثيرون بأسطورة مدينة أطلانتس المفقودة.

وتزايدت المزاعم حول وجود تواطؤ دولي لإخفاء حقائق قد تغير مسار التاريخ الإنساني بشكل جذري. عبارات مثل “حضارات وُجدت قبل العصر الجليدي” و”الكثير من التاريخ المخفي” إنتشرت بشكل واسع بين المستخدمين، مما يعكس الشكوك المتزايدة حول السرديات التاريخية التقليدية.

التشكيك العلمي : عوامل جيولوجية وتاريخية

على الرغم من الحماس الشعبي والإدعاءات المثيرة، يرى العلماء أن هناك أسبابًا منطقية للتشكيك في طبيعة هذه الهياكل كمدينة غارقة حقيقية.

أحد أبرز هذه العوامل هو العمق الهائل الذي توجد فيه هذه التكوينات. أشار الجيولوجي الكوبي مانويل إيتورالدي في عام 2002 إلى أن المنطقة كانت ستحتاج إلى وقت أطول بكثير من 6,000 عام لتغرق إلى ما يقرب من نصف ميل تحت سطح الماء

وذلك بسبب الحركات البطيئة للصفائح التكتونية. بعض التقديرات تشير إلى أن الأمر كان سيستلزم نحو 50,000 عام لكي تغرق مدينة إلى هذا العمق.

بالإضافة إلى ذلك، يجادل علماء آخرون بأن هذه “الهياكل” ليست سوى تكوينات صخرية طبيعية تشكلت بفعل العوامل الجيولوجية تحت الماء.

ويؤكدون أنه من غير المرجح أن تبقى مدينة كاملة محفوظة بهذا الشكل إذا كانت قد غرقت نتيجة كارثة زلزالية مدمرة.

فإذا كانت هذه بالفعل مدينة غارقة إستغرق غرقها حوالي 50,000 عام، فإن ذلك سيغير تمامًا فهمنا لتطور الإنسان.

ففي تلك الحقبة الزمنية، يُعتقد أن الإنسان العاقل (Homo sapiens) كان لا يزال يعيش كصياد وجامع ثمار، ولا يوجد أي دليل أثري يشير إلى أنه أنشأ مجتمعات حضرية أو مبانٍ متطورة في تلك الفترة.

هل حان وقت إعادة البحث؟

بين المزاعم المثيرة والشكوك العلمية، تظل ” المدينة الغارقة لغز كوبا ” لغزًا ينتظر حلاً.

فهل هي بقايا حضارة قديمة ومتقدمة غير معروفة؟ أم مجرد أشكال طبيعية خداعة؟ لا يمكن إزالة الغموض تمامًا إلا من خلال تحقيق علمي شامل ودراسات مكثفة للموقع.

يبقى السؤال مطروحًا: هل ستشهد السنوات القادمة إهتمامًا متجددًا بهذا اللغز، مما قد يكشف عن حقائق مذهلة أو يؤكد التفسيرات العلمية الحالي