حكم تشغيل القرآن الكريم في المنزل عند الخروج : فتوى دار الإفتاء المصرية

إسلاميات

استمع الي المقالة
0:00

حكم تشغيل القرآن الكريم في المنزل عند الخروج : فتوى دار الإفتاء المصرية

يتساءل كثيرون عن حكم تشغيل القرآن الكريم في المنزل وتركه يعمل أثناء مغادرتهم، فهل هذا جائز شرعًا؟ وهل يترتب عليه ثواب أم لا؟ هذا التساؤل يمسّ جانبًا مهمًا من حياة المسلمين اليومية، ويجمع بين الرغبة في البركة وتجنب الوقوع في الخطأ.

القرآن في المنزل : بركة وحسنات مستمرة

أوضح الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن هذا الفعل جائز شرعًا، بشرط أساسي وهو عدم الإسراف. فالقرآن الكريم يجلب الطمأنينة والبركة للمكان الذي يُتلى فيه، ووجوده في المنزل يُضفي عليه جوًا من السكينة والطهر.

أكد الشيخ كمال على أن سماع القرآن له أجر عظيم، وهذا الأجر لا يقتصر على الحاضرين فقط. فالله سبحانه وتعالى يكافئ من يستمع إليه، وهذا يشمل أيضًا الملائكة التي تحضر مجالس الذكر والقرآن، مما يعني أن الخير والبركة يعمان المنزل حتى في غياب أهله.

هذا الفهم يستند إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “سماع القرآن له أجر”، وهو ما يؤكد على أن الثواب مستمر طالما كان الصوت مسموعًا، حتى لو لم يكن المستمع إنسانًا بشكل مباشر.

خط فاصل بين البركة والتبذير

على الرغم من جواز الأمر، إلا أن هناك ضوابط شرعية يجب الإنتباه إليها. الإسراف في أي شيء هو أمر غير محبب في الإسلام. لذا، يجب أن يكون تشغيل القرآن في المنزل بحدود المعقول.

حذر أمين الفتوى من ترك القرآن يعمل لفترات طويلة جدًا، خاصة عند السفر أو الانشغال بمسافات طويلة. فالغرض هنا ليس مجرد “ترك” القرآن يعمل، بل هو الإستفادة من بركته.

عندما يتحول الأمر إلى عادة غير مسؤولة، قد يقع المرء في المحظور الشرعي وهو التبذير في إستهلاك الكهرباء. وهذا التبذير يخالف قيم الإسلام التي تدعو إلى الحفاظ على النعم والإعتدال في كل شيء.

الخلاصة : نية حسنة وعمل متوازن

في النهاية، يمكن القول إن تشغيل القرآن الكريم في المنزل عند الخروج هو فعل مستحب ومبارك، ولكن بشرط أن يكون ذلك بوعي ومسؤولية.

النية الصادقة في طلب البركة وحماية المنزل هي أساس هذا الفعل، لكن يجب أن تكون مصحوبة بعمل متوازن لا يؤدي إلى الإسراف أو التبذير.

إذًا، يمكنك ترك القرآن يعمل في منزلك، ولكن تذكر دائمًا أن الخير يكمن في التوازن والإعتدال.