أجر الإنصات لخطبة الجمعة : أدبٌ شرعيٌّ وواجبٌ إيمانيٌّ

إسلاميات

استمع الي المقالة
0:00

أجر الإنصات لخطبة الجمعة : أدبٌ شرعيٌّ وواجبٌ إيمانيٌّ

تعدّ خطبة الجمعة من الشعائر الدينية العظيمة التي يحرص المسلمون على حضورها، فهي ليست مجرد موعظة، بل هي عبادة لها آدابها وأحكامها التي يجب الإلتزام بها. ومن أهم هذه الآداب الإنصات التامّ لخطبة الإمام، وهو ما أكد عليه الأزهر الشريف في إحدى فتاواه.

النهي عن الكلام أثناء الخطبة : حتى لو كان لأمر بمعروف

أوضح المركز العالميّ للأزهر للفتوى الإلكترونيّة أن الإنصات لخطبة الجمعة واجبٌ شرعيٌّ؛ لكي ينتفع المسلم بما فيها من أوامر إلهية ووصايا نبوية. وإستشهد المركز بحديث النبيّ ﷺ: «إذا قُلتَ لصاحِبِكَ يومَ الجُمُعةِ: أنصِتْ، والإمامُ يَخطُبُ، فقد لَغَوتَ»، وهو حديثٌ مُتفقٌ عليه.

يُظهر هذا الحديث الشريف النهي الصريح عن أيّ نوع من أنواع الكلام أثناء الخطبة، حتى وإن كان القصد منه أمرًا بالمعروف أو نهيًا عن منكر.

لذا، فإن قولك لشخص ما أن “يُنصت” يعدّ لغوًا يذهب ببعض من أجر الجمعة، وذلك لأنّ المطلوب هو الصمت التامّ وعدم شغل نفسك أو غيرك بأي شيء آخر غير الإستماع إلى الإمام.

ماذا تفعل إذا رأيت شخصًا يتكلم؟

إذا رأيت شخصًا يتحدث أثناء الخطبة، فلا يجوز لك أن تنهره بالكلام، وإنما يمكنك الإكتفاء بالإشارة إليه بيدك ليفهم أن عليه التوقف عن الحديث.

هذه الإشارة الصامتة هي الطريقة الوحيدة المسموح بها للتنبيه، وهي تحقق الهدف دون أن تقع في المحظور الشرعيّ وهو الكلام.

هل صلاة من يتكلم أثناء الخطبة صحيحة؟

أفاد الأزهر بأنّ صلاة من تكلم أثناء الخطبة صحيحة، ولا تبطل بحديثه. ومع ذلك، فإن أجر الإنصات لخطبة الجمعة ليس كمن تحدث، إذ ينقص أجر المتكلم لفعله الذي يُعدّ لغوًا. فالإنصات والسكينة هما أساس الإنتفاع بالخطبة والحصول على الأجر الكامل.

وفي النهاية، فإنّ الإنصات لخطبة الجمعة هو إحترامٌ لوقت العبادة وللإمام الذي يلقي الخطبة، وهو سلوكٌ يُظهر حرص المسلم على الإستفادة من هذه الشعيرة العظيمة.