الرجل الذي فقد ظله 57 عاماً من الإنتهازية تعود للشاشة بـ ترميمة نادرة

لايت نيوز

استمع الي المقالة
0:00

الرجل الذي فقد ظله 57 عاماً من الإنتهازية تعود للشاشة بـ ترميمة نادرة

بمناسبة مرور 57 عاماً على عرضه ومع إطلاق النسخة المرممة منه يعود الفيلم المصري الكلاسيكي الرجل الذي فقد ظله إلى شاشات العرض.

يعرض الفيلم غداً ضمن برنامج الكلاسيكيات المصرية المرممة في مهرجان القاهرة السينمائي الـ 46 وتحديداً في الساعة السادسة في سينما الهناجر بالأوبرا.

هذا الحدث يُلقي الضوء مجدداً على العمل الروائي والسينمائي الذي تناول موضوعاً شائكاً بجرأة وفنية عالية.

الرواية الأصلية .. تقنية الأصوات المتعددة ومرآة الواقع

العمل مأخوذ عن رواية للروائي المصري فتحي غانم التي نُشرت عام 1962.

تتسم الرواية بـ الجرأة والقوة في تناولها للواقع الإجتماعي والسياسي السائد في مصر آنذاك وتلامس رؤية الكاتب لظاهرة الشخصيات المتسلقة التي سادت الفترة التي سبقت ثورة يوليو.

الإبتكار الفني واللغة السردية

إعتمد غانم في روايته على تقنية سردية جديدة ومبتكرة هي رواية الأصوات المتعددة.

تتكون الرواية من أربعة أجزاء يروي كل جزء منها أحد شخصيات الرواية عن “يوسف السويفي” الشخصية المحورية والإنتهازية

مبروكة: الخادمة التي تزوجها أبوه.

سامية : الفنانة الشابة وحبيبته السابقة.

محمد ناجي : رئيس التحرير والصحفي الكبير الذي إحتضنه.

يوسف : الصحفي الشاب نفسه حيث يروي حكايته بلسانه.

هذه التقنية تقدم للقارئ وجوهاً متعددة ومتباينة ليوسف عبر وجهات نظر متناقضة من ناحية الموقف والتفسير مما يُثري العمل ويجعله معقداً على الرغم من بساطة خطه الحكائي.

وتجدر الإشارة إلى أن الرواية قد تُرجمت إلى اللغة الإنجليزية.

قصة الصعود المدوي والسقوط المرير

تدور أحداث الرواية حول يوسف السويفي الصحفي الطموح الذي ينطلق من الحضيض إلى القمة في عالم الصحافة بدايةً من سنوات الأربعينيات.

ينتمي يوسف إلى طبقة بائسة لكن دخوله إلى عالم الثراء والنفوذ يبدأ من خلال تدريس أبيه لأحد أبناء عائلة ثرية.

وفي هذا القصر يقع يوسف في هوى إبنة العائلة ولكنه يفشل في الإرتباط بها بسبب الطبقية.

في المقابل لهذا الفشل العاطفي يتزوج أبوه المعدم من الخادمة الصبية مبروكة وينجب منها أخاً ليوسف مما يُشكّل “عاراً” يحاول يوسف دائماً التنصل منه.

وبدافع التعويض عن بؤس ماضيه يلتقي يوسف بشخصيتين رئيسيتين في بيئته الصحفية الجديدة

محمد ناجي : الصحفي اللامع وذو النفوذ الكبير.

يستخدم يوسف كلا الشخصيتين كـ “سلم” نحو الصعود ويبيع قيمه ومبادئه في سبيل الإرتقاء على حساب أصدقائه.

على الرغم من ذلك لن يدوم صعوده فكل هذا ينتهي ذات يوم حين تتغير الظروف الإجتماعية بعد قيام ثورة يوليو ويفقد يوسف مكانته ويسقط سقوطاً مدوياً دافعاً غالياً ثمن إنتهازيته وغدره بالآخرين وإنكاره لماضيه.

بعد موت والده يُطرد يوسف مبروكة وإبنها ولكنها تجد طريقها إلى النضال من خلال الإنضمام لشباب المقاومة.

وهنا يبلغ يوسف ذروة خيانته إذ يقوم بالإبلاغ عن زملائها قبل أن يفقد مكانته الإجتماعية التي وصل إليها.

تحفة سينمائية في قائمة الأفضل

تحولت رواية “الرجل الذي فقد ظله” إلى فيلم سينمائي عام 1968 بنفس الإسم وهو من كلاسيكيات السينما المصرية ويدخل ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخها.

البطولة : ماجدة (مبروكة)، كمال الشناوي (يوسف)، صلاح ذو الفقار (شوقي)، علي جوهر (محمد ناجي)، نيللي (بهية/ سامية).

سيناريو وحوار : علي الزرقاني.

إخراج : كمال الشيخ.

دارت أحداث الفيلم قبل ثورة يوليو 1952 لتُبرز التناقض بين شوقي المكافح الثوري الذي يناضل من أجل العدالة الإجتماعية وبين صديقه يوسف السيوفي الإنتهازي الذي يتسلق في عالم الصحافة متخلياً عن كل قيمه الإنسانية حتى على حساب أستاذه محمد ناجي.

ومثلما في الرواية، يستغل يوسف موت أبيه ويطرد مبروكة وإبنها ليلتقطها شوقي الذي يُنقذها من الضياع فتنضم مبروكة إلى صفوف المناضلين بعد أن تجد فيه طريقها.