فيلم القِصص المصري الذي أبكى قرطاج وتوّج بالذهب

مشاهير

استمع الي المقالة
0:00

فيلم القِصص المصري الذي أبكى قرطاج وتوّج بالذهب

تونس ـ «سينماتوغراف»
تُوّج الفيلم المصري “القِصص” للمخرج أبو بكر شوقي بالتانيت الذهبي (الجائزة الكبرى) لمسابقة الأفلام الروائية الطويلة في الدورة 36 لأيام قرطاج السينمائية التي إختتمت فعالياتها مساء يوم أمس السبت بمسرح الأوبرا في مدينة الثقافة بتونس العاصمة.

تدور أحداث الفيلم في حقبة زمنية ممتدة بين عام 1967 وأواخر الثمانينيات ويروي قصة ملهمة لعازف بيانو شاب يُدعى “أحمد” (يجسده الفنان أمير المصري) يبدأ علاقة صداقة ومراسلة عبر المسافات مع فتاة نمساوية تُدعى “ليز”.

يستعرض الفيلم كيف صمدت هذه الرابطة الإنسانية العميقة أمام ويلات الحروب والإضطرابات السياسية والمعارضة المجتمعية في مصر ليتحول الطموح الموسيقي الفردي إلى رحلة إصرار وبحث عن الذات في خضم ظروف تاريخية معقدة.

إستوحى أبوبكر شوقي فكرة الفيلم من قصة حقيقية تعود لوالديه مما منح العمل صبغة ذاتية وصادقة للغاية حيث لم تكن الأحداث السياسية مجرد خلفية بل تقاطعت بشكل مباشر مع حياة الأبطال.

يضم الفيلم نخبة من النجوم على رأسهم نيللي كريم وأمير المصري ، وفاليري باشنر، وصبري فواز، ويتميز بأسلوب إخراجي يعتمد على سينما المشاعر وتوظيف الرمزية، مثل إستخدامه كرة القدم والزمالك كدلالة درامية ليقدم تكريما بصريا وجدانيا لجيل كامل عاش أحلامه بين طموح البدايات وتحديات الواقع.

أما التانيت الفضي لمسابقة الأفلام الروائية الطويلة فحصل عليه فيلم “ظل أبي” من نيجيريا للمخرج “أكينوالا ديفيز” بينما حاز الفيلم الأردني”غرق” للمخرجة زين دريعي التانيت البرونزي.

وفي ما يتعلق بالسينما التونسية وضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة نال فيلم “صوت هند رجب” للمخرجة كوثر بن هنية جائزة لجنة التحكيم الشرفية.

كما تُوّجت الممثلة سجا كيلاني بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم نفسه. وحصل فيلم “وين ياخذنا الريح” للمخرجة آمال قلاتي على جائزة أفضل سيناريو إلى جانب جائزة الجمهور.

وحاز فيلم “سماء بلا أرض” للمخرجة أريج السحيري على تنويه خاص للممثلة الإيفوارية “ديبورا لوب ناني”.

أما جائزة أفضل ممثل فقد فاز بها الممثل نواف الظفيري عن دوره في فيلم “هجرة” للمخرجة شهد أمين من المملكة العربية السعودية.

وفي مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، تُوّج الفيلم التونسي “فوق التل” للمخرج بلحسن حندوس بالتانيت البرونزي، فيما نال فيلم “زريعتنا” للمخرج أنيس الأسود تنويها خاصا من لجنة التحكيم.

أما في مسابقة الأفلام القصيرة فقد حصد الفيلم التونسي “العصافير لا تهاجر” للمخرج رامي جربوعي تنويها خاصا.

وعلى مستوى الجوائز الموازية تُوّجت المخرجة شريفة بن عودة بجائزة أفضل فيلم للسينما الواعدة عن فيلمها “حجرة – مقص – ورقة” وهو عمل تم عرضه ضمن أيام قرطاج السينمائية في الثكنات وكذلك في السجون.

وأكد مدير الدورة 36 لأيام قرطاج السينمائية طارق بن شعبان في كلمته خلال حفل إختتام المهرجان الذي حضرته وزيرة الشؤون الثقافية أمينة الصرارفي أن هذه الدورة مثلت محطة بارزة في مسار هذه التظاهرة العريقة سواء من حيث ثراء البرمجة أو كثافة المشاركة السينمائية العربية والإفريقية مشيرا إلى عرض أكثر من 200 فيلم من 44 بلدا.

وقال إن مختلف فقرات هذه الدورة قدمت صورة حية عن نبض المجتمعات العربية والإفريقية ومثلت أيضا فضاء لتبادل الأفكار والتصورات الجمالية وإثراء التجارب وتقاسمها في سبيل بناء صورة سينمائية هادفة تقوم على الإيمان بأن السينما فكر ورسالة وتجسيد للبعد الإنساني والحضاري للفن.

وفي سياق آخر أعلن طارق بن شعبان أن الدورة المقبلة من أيام قرطاج السينمائية ستتزامن مع الإحتفال بمرور 60 سنة على تأسيس المهرجان، معتبرا هذا الموعد فرصة متجددة للإحتفال بالسينما العربية والإفريقية ولمواصلة بناء جسور التواصل بين أجيال السينمائيين في إطار مشروع ثقافي يضمن استمرارية هذا المهرجان العريق وحمايته.

# سينماتوغراف