تأثير القهوة على المزاج .. رفيق الصباح والمنشّط العالمي

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

تأثير القهوة على المزاج .. رفيق الصباح والمنشّط العالمي

تعد القهوة جزءًا لايتجزأ من روتين الصباح لدى الملايين حول العالم، فمن منا لايستيقظ على رائحة فنجانها المنعشة؟ لطالما إرتبطت القهوة باليقظة والنشاط، لكن ما هو التأثير الحقيقي للكافيين على حالتنا المزاجية؟

في خطوة علمية رائدة، كشفت دراسة حديثة واسعة النطاق عن نتائج مدهشة حول العلاقة بين تناول الكافيين وتحسّن الحالة المزاجية، خاصة في الساعات الأولى من اليوم.

هذه الدراسة التي نُشرت في دورية Scientific Reports تقدم لنا رؤى جديدة حول كيفية عمل هذا المنشط الشائع .

الكافيين والدوبامين : علاقة إيجابية

أكدت الدراسة، التي أجرتها جامعة بيليفيلد الألمانية، أن الكافيين يعمل كمنشط فعال للجسم ويُمكنه أن يُحسن المزاج بشكل ملحوظ.

وقد شارك في هذه الدراسة 236 بالغًا، تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا، وسجلوا حالتهم المزاجية وإستهلاكهم للقهوة على مدار عدة أسابيع.

أشارت النتائج إلى أن المشاركين شعروا بتحسن واضح في حالتهم المزاجية بعد تناول القهوة.

يعود هذا التأثير، بحسب الأستاذ بروفيسور آنو ريالو، إلى أن الكافيين يعمل على حجب مستقبلات الأدينوزين في الدماغ، مما يؤدي إلى زيادة نشاط الدوبامين في مناطق الدماغ الرئيسية.

والدوبامين هو ناقل عصبي مرتبط بشكل وثيق بالشعور بالسعادة واليقظة، وهو ما يفسر شعورنا بالنشاط والتحسن المزاجي.

تأثير القهوة على المزاج  الفنجان الصباحي : ذروة التأثير الإيجابي

من أبرز النتائج التي توصلت إليها الدراسة هو أن تأثير القهوة الإيجابي يكون في أوجه خلال أول 150 دقيقة بعد الإستيقاظ.

ففي هذا الوقت، يكون الجسم بحاجة إلى دفعة من النشاط واليقظة. لكن بعد مرور هذه الفترة، يبدأ هذا التأثير الإيجابي بالتلاشي تدريجيًا، ولا يرتفع مجددًا إلا بشكل طفيف في المساء.

وهذا يفسر لماذا نشعر بأن فنجان القهوة الصباحي له مفعول أقوى بكثير من فنجان الظهيرة أو المساء.

ومما يثير الإهتمام أن هذا التحسن المزاجي كان أكثر وضوحًا عندما كان المشاركون يشعرون بالإرهاق، في حين كان أقل تأثيرًا عند تناول القهوة في المناسبات الإجتماعية.

الكافيين والقلق : هل من تأثير؟

على الرغم من قدرة الكافيين على تحسين المزاج الإيجابي، إلا أن الدراسة كشفت أنه لا يؤثر على المشاعر السلبية المستمرة مثل القلق.

فوفقًا للباحثين، لم تتغير مستويات القلق لدى المشاركين بعد تناول القهوة، ويرجع ذلك على الأرجح إلى أن القلق غالبًا ما ينبع من مخاوف أعمق وأطول أمدًا، لا يُمكن لمنشط مثل الكافيين أن يؤثر عليها.

تأثير متسق للجميع

ومن المفاجئ أن تأثير فنجان القهوة على الشعور بالسعادة كان متسقًا بين جميع المشاركين في الدراسة،

بغض النظر عن مستويات إستهلاكهم المعتادة للكافيين أو معاناتهم من أعراض الإكتئاب أو القلق أو مشاكل النوم. ويشير جاستن هاشنبرغر، أحد الباحثين المشاركين، إلى أن “الروابط بين تناول الكافيين والمشاعر الإيجابية أو السلبية متسقة إلى حد ما بين جميع المجموعات“، مما يؤكد أن القهوة لها تأثير إيجابي على الجميع بشكل عام.

الخلاصة : قوة فنجان الصباح

تؤكد هذه الدراسة العلمية أن كوب القهوة الصباحي ليس مجرد عادة، بل هو منشط حقيقي ومحسن للمزاج، يعمل على زيادة نشاط الدوبامين في الدماغ.

ومع ذلك، يجب أن نعي أن تأثيره يكون في ذروته في الصباح، ولا يُمكن أن يكون علاجًا للمشاعر السلبية المستمرة مثل القلق.

في النهاية، يبقى فنجان القهوة الصباحي رفيقًا موثوقًا لبداية يوم مليء بالنشاط والإيجابية.