السيجارة الإلكترونية سم قاتل : تفتك بالصحة تحت قناع “البديل الآمن”

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

السيجارة الإلكترونية سم قاتل : تفتك بالصحة تحت قناع “البديل الآمن”

في السنوات الأخيرة، إنتشرت ظاهرة السجائر الإلكترونية، التي تُعرف أيضًا بـ “الفيب”،إنتشارًا واسعًا، حاملةً معها نسمات من النكهات المغرية ووعودًا بالتحرر من إدمان النيكوتين التقليدي.

تُسوّق الشركات المنتجة لها على أنها “بديل أقل ضررًا” أو حتى وسيلة مساعدة للإقلاع عن التدخين. لكن وراء سحب البخار الكثيفة والأضواء البراقة، تكشف الأبحاث الطبية وجهًا آخر أكثر قتامةً، يحمل في طياته مخاطر صحية جسيمة تهدد مستخدميها، خاصة فئة الشباب والمراهقين.

فما هي حقيقة هذه الأجهزة، وهل هي حقًا آمنة كما يُزعم؟

ما هي السجائر الإلكترونية؟

تُعدّ السجائر الإلكترونية أجهزةً تعمل بالبطارية تقوم بتسخين سائل خاص، يُعرف بـ (E-liquid)، لتحويله إلى رذاذ إستنشاقي (هباء جوي) وليس دخانًا كما في السجائر التقليدية. يحتوي هذا السائل على خليط من المواد الكيميائية، أبرزها

النيكوتين : المادة المسببة للإدمان بشدة، والتي تُستخرج من أوراق التبغ.

البروبيلين غليكول والجلسرين النباتي : مواد كيميائية تُستخدم لتكوين البخار.

المنكهات الكيميائية : التي تُعطي النكهات المتنوعة مثل الفواكه والحلوى والنعناع.

قناع “البديل الآمن” الذي يخفي السموم

لقد كانت الرسالة التسويقية الأولى للسجائر الإلكترونية هي تقديم نفسها كخيار صحي لمدخني السجائر العادية الراغبين في الإقلاع.

لكن “أقل ضررًا” لا تعني “غير ضار”. لقد نجحت هذه الرسالة في خداع الملايين، ليتحول الجهاز من أداة مساعدة محتملة للإقلاع إلى بوابة جديدة للإدمان، خاصةً لأولئك الذين لم يدخنوا من قبل أبدًا.

على الرغم من أن السجائر الإلكترونية قد لا تحتوي على القطران الذي يوجد في السجائر التقليدية، إلا أن الدراسات الحديثة أثبتت أنها ليست خالية من المخاطر.

فالمواد الكيميائية الموجودة في سوائلها، وخصوصًا المنكهات، قد تُسبب التهابات في الرئتين وأمراضًا خطيرة على المدى الطويل.

بالإضافة إلى ذلك، فإن النيكوتين يظل المكون الأساسي، وهو ما يؤدي إلى الإدمان الشديد الذي يصعب التخلص منه.

مخاطر صحية خفية

السيجارة الإلكترونية سم قاتل .. لا تتوقف أضرار السجائر الإلكترونية على الرئتين فقط، بل تشمل تأثيرات سلبية على القلب والدورة الدموية.

وقد أظهرت الأبحاث أن البخار الناتج عن هذه الأجهزة قد يحتوي على معادن ثقيلة مثل النيكل والقصدير، والتي قد تترسب في الجسم وتؤدي إلى مشكلات صحية متعددة.

كما أن إستخدامها بين المراهقين قد يُؤثر على نمو أدمغتهم ويعرّضهم لخطر إدمان النيكوتين مدى الحياة.

بإختصار، إن السجائر الإلكترونية ليست “الخيار الآمن” أذي تُصوّره الشركات. إنها مجرد وسيلة جديدة لإدمان النيكوتين تحت قناع من النكهات الجذابة، وبوابة خطيرة قد تُودي بالشباب إلى طريق الأمراض المزمنة. لذا، فإن الوعي بحقيقتها وفهم مخاطرها يُعدّان خطوةً أساسيةً لحماية صحة الفرد والمجتمع.