“يوم بدأت مصر رحلة السقوط” : جدل 23 يوليو يشتعل بين ساويرس وبكري

هام

استمع الي المقالة
0:00

“يوم بدأت مصر رحلة السقوط” : جدل 23 يوليو يشتعل بين ساويرس وبكري

أثار رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس جدلًا واسعًا على منصة إكس (تويتر سابقًا) بتعليق وصف فيه ذكرى 23 يوليو 1952 بأنها “اليوم الذي بدأت فيه مصر رحلة السقوط”.

هذا التعليق أشعل نقاشًا حادًا حول تقييم هذا الحدث التاريخي الذي تحتفي به الدولة سنويًا تحت مسمى “ثورة 23 يوليو”، بينما يراه البعض “إنقلابًا عسكريًا”.

ساويرس يشعل فتيل الجدل بتصريح مثير

“يوم بدأت مصر رحلة السقوط” .. في تغريدة له، صرّح ساويرس بأن 23 يوليو هو اليوم الذي شهد بداية “الفشل الإقتصادي وقمع الحريات ودفن الديمقراطية وإنحسار الجمال الحضاري” في مصر.

لم تلبث هذه التدوينة أن أثارت مئات التعليقات، حيث إنقسم الجمهور بين مؤيد ومعارض لما جاء فيها، مع إنتقادات حادة طالت شخص ساويرس من البعض.

تعكس هذه التغريدة وجهة نظر مغايرة للرواية الرسمية التي تحتفي بالحدث كنقطة تحول نحو الإستقلال والنهوض.

مصطفى بكري يرد بقوة : 23 يوليو بداية النهوض

في المقابل، لم يتأخر عضو مجلس النواب والإعلامي مصطفى بكري في الرد على ساويرس، مؤكدًا أن “اليوم ليس يوم السقوط، بل هو بداية عودة مصر إلى أهلها، والتحرر من السيطرة الإستعمارية والإقطاعية والرأسمالية”.

شدّد بكري على أن هذا اليوم يمثل “بداية النهوض”، مستعرضًا ما وصفه بـ”حقائق” حول الإنجازات الإقتصادية والسياسية والعسكرية للرئيس الراحل جمال عبدالناصر.

وصف بكري فترة حكم عبدالناصر بأنها “أعظم تجربة وطنية في العصر الحديث”، معتبرًا إياه “مؤسس مصر الحديثة”.

وأضاف بكري مخاطبًا ساويرس : “يا سيد نجيب: هذا هو التاريخ الحقيقي، وليس شعارات الهمبكة التي ترددها بين الحين والآخر. عبدالناصر الذي خرج في جنازته عشرات الملايين، مازال يعيش في ذاكرة الناس، عبدالناصر ما زال ملهمًا بتجربته ومشروعه الحضاري”.

الموقف الرسمي : إحتفال بذكرى التنمية والكرامة والإستقلال

على صعيد آخر، جاء الموقف الرسمي للدولة المصرية معبرًا عنه الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي علّق عبر حساباته الرسمية على منصات التواصل الإجتماعي بمناسبة الذكرى الـ 73 لثورة 23 يوليو.

قال السيسي: “في الذكرى الـ73 لثورة 23 يوليو، نستعيد مشهدًا خالدًا في تاريخ الأمة، حمل أحلام المصريين وطموحاتهم نحو التنمية والكرامة والإستقلال”.

كما أضاف الرئيس مؤكدًا على الإستمرار في مسيرة التقدم: “إذ نحتفل اليوم بهذه الذكرى الغالية، نستحضر تضحيات الأبطال الذين آمنوا بحق المصريين في التقدم والتحرر بإرادة لا تُكسر وعزيمة لا تلين، ونؤكد على مواصلة المسيرة المشرفة بكل طموح لتعزيز مكانة مصر إقليميًا ودوليًا”.

يعكس هذا الجدل التباين في وجهات النظر حول تاريخ مصر الحديث، وخاصة حول حدث 23 يوليو الذي لا يزال يشكل نقطة خلاف في الوعي الجمعي

بين من يراه تحريرًا وبداية لعهد جديد، ومن يعتبره نقطة إنحدار وقمع للحريات. هل ترى أن هذا النقاش يساهم في فهم أعمق لتاريخ مصر، أم أنه يعمق الإنقسامات؟