جمال سيناء أرض الفيروز قصة عشق الأرض بين الدم والسيادة

سياحة

استمع الي المقالة
0:00

جمال سيناء أرض الفيروز قصة عشق الأرض بين الدم والسيادة

تُعدّ شبه جزيرة سيناء التي لُقّبت بـ “أرض الفيروز” قطعة غالية من أرض مصر تحمل في طياتها تاريخًا عريقًا وتضاريس ساحرة.

لم تكن سيناء يومًا مجرد مساحة جغرافية بل هي عمق إستراتيجي ورمز للصمود والتضحية ومسرح لأعظم الملاحم الوطنية التي سطّرها المصريون.

سيناء معبر الأنبياء وموئل الحضارات

جمال سيناء أرض الفيروز تتميز سيناء بموقعها الفريد الذي يربط قارتي آسيا وأفريقيا ما جعلها معبرًا تاريخيًا للحضارات والأديان.

فضلًا عن ذلك خَطَتْ عليها أقدام الأنبياء وتجلّى الله فيها عند الوادي المقدس “طُوى” كما مرت بها العائلة المقدسة.

بالإضافة إلى ذلك تزخر أرض الفيروز بكنوز طبيعية لا تُقدر بثمن من جبالها الشاهقة مثل جبل موسى وجبل سانت كاترين إلى شواطئها الخلابة على خليجي السويس والعقبة الغنية بالشعاب المرجانية الساحرة وهي بذلك تُشكل وجهة سياحية عالمية .

التحرير ملحمة العبور وإسترداد الكرامة

لم تكن سيناء في منأى عن أطماع الغزاة عبر التاريخ لكن اللحظة الأكثر تأثيرًا في تاريخها الحديث كانت تلك التي تلت نكسة عام 1967 حيث وقعت تحت الإحتلال الإسرائيلي.

بناءً على ذلك تحوّلت سيناء إلى أيقونة للصمود والنضال.

توجت هذه التضحيات بملحمة حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 أو “حرب العبور” التي جسّدت شمس التحرير وبداية إستعادة الأرض.

تمكنت القوات المسلحة المصرية من عبور قناة السويس وإقتحام خط بارليف المنيع وعليه بدأت مرحلة إسترداد الأرض خطوة بخطوة تكللت بتوقيع معاهدة السلام عام 1979 والإنسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من معظم سيناء في 25 أبريل 1982.

علاوة على ذلك ظلّت قضية طابا عالقة ولكن بالإرادة الصلبة واللجوء إلى التحكيم الدولي أصدرت محكمة العدل الدولية حكمها لصالح مصر عام 1988 ليُرفَع العلم المصري على آخر شبر من أرض الفيروز.

أمواج النصر البناء والتنمية ضد الإرهاب

لم يكتمل النصر بإسترداد الأرض فحسب وإنما إمتد ليشمل معركة التنمية والبناء.

واجهت سيناء لاحقًا تحدي الإرهاب الذي سعى لزعزعة إستقرارها.

في المقابل أطلقت الدولة المصرية إستراتيجية شاملة تحت شعار “الأمن والبناء معًا”.

فقد خاضت القوات المسلحة والشرطة معركة شرسة لتطهير الأرض من الجماعات الإرهابية وفي الوقت نفسه بدأت في تنفيذ مشاريع قومية ضخمة تهدف إلى تنمية سيناء ودمجها بشكل كامل مع الوادي والدلتا.

تشمل هذه المشاريع

  • شبكة من الأنفاق تحت قناة السويس لربط سيناء بالوطن الأم.
  • إنشاء مدن ومجتمعات عمرانية جديدة.
  • تطوير البنية التحتية من طرق وموانئ ومطارات.

الإستثمار في قطاعات الزراعة والصناعة والسياحة لزيادة عدد السكان وتعزيز التنمية المستدامة.

الخلاصة

تظل سيناء شاهدة على بطولة الماضي وبوابة للمستقبل حيث تتعانق فيها شمس التحرير التي أشرقت في أكتوبر مع أمواج النصر التي تُرسي أساس التنمية والرخاء لأجيال قادمة.