البنكرياس الصناعي ثورة طبية تصل مصر بتكلفةٍ تُغطيها الأيادي الخيرة

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

البنكرياس الصناعي ثورة طبية تصل مصر بتكلفةٍ تُغطيها الأيادي الخيرة

يشهد العالم قفزة نوعية في مجال الطب والتكنولوجيا، وتأتي مصر لتكون جزءًا من هذه الثورة، خاصةً في مجال علاج مرض السكري.

فقد أعلن الدكتور أسامة حمدي، أستاذ السكر بجامعة هارفارد، عن خبرٍ مُبشِّرٍ لآلاف المرضى، وهو قرب تطبيق تقنية البنكرياس الصناعي في مصر لأول مرة، مما يفتح آفاقًا جديدةً للسيطرة على هذا المرض المزمن.

ما هو البنكرياس الصناعي وكيف يعمل؟

يُعَدُّ البنكرياس الصناعي جهازًا طبيًا متقدمًا يهدف إلى محاكاة وظيفة البنكرياس الطبيعي في جسم الإنسان.

يعمل هذا الجهاز على قياس مستوى السكر في الدم بشكل مستمر، ومن ثَمَّ يضخ جرعات دقيقة من الإنسولين تلقائيًا لضبطه وفق إحتياجات الجسم في الوقت الفعلي.

هذا النظام يقلل بشكل كبير من التقلبات الحادة في مستوى السكر، مما يمنح المريض حياةً أكثر إستقرارًا ويقلل من مضاعفات المرض على المدى الطويل.

وقد أوضح الدكتور حمدي أن هذا الجهاز يُستخدم عالميًا منذ عدة سنوات، وقد جاء الوقت المناسب لإدخاله إلى مصر، حيث سيتم تطبيقه لأول مرة في مستشفى الناس الخيري.

ويأتي ذلك ضمن خطة شاملة تستهدف رعاية مرضى السكري من الأطفال، حيث يتابع المستشفى حاليًا نحو 1250 طفلًا من النوع الأول من مرض السكري، وتم تجهيز معظمهم بأجهزة قياس السكر المستمر إستعدادًا لإستخدام هذا الجهاز المتطور.

تكاليف البنكرياس الصناعي وجهود التغطية الخيرية

على الرغم من الفوائد العظيمة للبنكرياس الصناعي، إلا أن تكلفته تُعَدُّ عائقًا كبيرًا أمام الكثيرين. فقد أشار الدكتور حمدي إلى أن تكلفة الجهاز الواحد تصل إلى ما بين 350 إلى 400 ألف جنيه مصري، بالإضافة إلى مصاريف تشغيل شهرية تتراوح بين 35 إلى 40 ألف جنيه.

ولحسن الحظ، أكد الدكتور حمدي أن الدعم الخيري سيقوم بتغطية هذه التكاليف الباهظة، لضمان وصول هذه التقنية للمحتاجين.

علاوة على ذلك، توجد خطط مستقبلية طموحة تهدف إلى تصنيع هذه الأجهزة محليًا في مصر، وهو ما سيُساهم بشكل كبير في خفض التكلفة وتوسيع نطاق الإستفادة منها لتشمل عددًا أكبر من المرضى.

تكامل التكنولوجيا والطب : دور الذكاء الإصطناعي

البنكرياس الصناعي ثورة طبية تصل مصر .. لم تقتصر جهود مستشفى الناس على البنكرياس الصناعي فقط، بل تمتد لتشمل مجالات أخرى مبتكرة في الطب.

فقد كشف الدكتور حمدي عن سعي المركز لتطبيق أحدث التطورات في مجالات الخلايا الجذعية والذكاء الإصطناعي.

سيتم إستخدام نظام CoPilot، وهو برنامج مساعد للطبيب يعمل على تحليل البيانات الدقيقة للمريض، مثل خصائصه الجينية ونوعه الظاهري (فينوتايبه)، ليقدم توصيات علاجية مُلائمة.

هذا النظام المساعد يعزز من قدرة الأطباء على إتخاذ قرارات أكثر دقة، مما يؤدي إلى تحسين نتائج العلاج بشكل ملحوظ.

في الختام، تُظهر هذه التطورات أن مصر قادرة على مواكبة أحدث الإبتكارات الطبية العالمية، بل والسعي لتوطينها محليًا، مما يُعطي أملًا جديدًا لملايين المرضى ويؤكد على أن المستقبل القريب سيشهد نقلةً نوعيةً في الرعاية الصحية.