الذعر من الفضاء .. هل يهدد الإنحراف المغناطيسي الأقمار الصناعية؟
إنتشرت مؤخرًا أنباء منسوبة إلى وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” أثارت حالة من القلق والجدل في الأوساط العلمية.
تناقلت الأخبار تحذيرات حول ظاهرة تُعرف بإسم “الإنحراف المغناطيسي في جنوب الأطلسي”، وزعمت أن هذه الظاهرة قد تسمح للجسيمات الشمسية عالية الطاقة بالإقتراب من سطح الأرض بشكل خطير، مما قد يهدد الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية.
لكن ما حقيقة هذه الأخبار؟ وهل تشكل هذه الظاهرة خطرًا حقيقيًا؟
حقيقة الإنحراف المغناطيسي : ظاهرة طبيعية قديمة
يشرح الدكتور طه رابح، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن ما يتم تداوله هو مجرد تضخيم للأمور.
يوضح رابح أن المجال المغناطيسي للأرض يتولد من اللب الخارجي السائل. ويفسر بعض العلماء “الشذوذ المغناطيسي” في جنوب المحيط الأطلسي بأنه ناتج عن إختلاف سرعات اللب الداخلي والخارجي، مما يؤدي إلى تشتت مركز توليد المجال المغناطيسي.
هذا التشتت يجعل الأمر يبدو وكأن حجم الشذوذ قد كبر، لكنه في الواقع ليس له تأثير قوي على الأجهزة الإلكترونية كما تدعي بعض وسائل الإعلام. يؤكد رابح أن هذه الظاهرة طبيعية وتتغير مع الزمن، ولا تصاحبها أي مخاطر حقيقية.
لا تحذيرات من “ناسا” ولا خطر على الأقمار الصناعية
من جهته، يؤكد الدكتور طارق عرفة، مدير المراصد المغناطيسية بمصر، أن الأخبار المتداولة لا تستند إلى أي مصدر علمي موثوق أو حقائق جديدة.
الذعر من الفضاء .. يوضح عرفة أن مصدر هذه الأخبار مجرد مقال قديم تمت ترجمته بشكل سطحي. كما يؤكد أن هذه الظاهرة قديمة ومعروفة ولم يطرأ عليها أي تغيير معين خلال الفترة الماضية، ولم تطلق وكالة “ناسا” أي تحذيرات بشأنها.
يضيف عرفة أن المجال المغناطيسي للأرض مستقر إلى حد كبير، ولا توجد أي مؤشرات تدل على تغيرات مستقبلية قريبة قد تؤثر على البشر أو الإتصالات أو الأقمار الصناعية.
إذن، فما تم تداوله كان مجرد سوء فهم وتضخيم لظاهرة طبيعية لا تشكل خطرًا على حياتنا أو على تكنولوجيتنا الفضائية.