
إن قانون الجذب كان يتم دراسته قبل مئات السنين من قِبَل بوذا، وقد كان ما يُريد إيصاله للناس أنه ما يكون عليه الإنسان اليوم هو ما كان يفكر فيه بالأمس، وهذا هو جوهر قانون الجذب، ومع انتشار المصطلح في الثقافات الغربية ظهر مصطلح (الكارما)، وهو مفهوم شبيه بقانون الجذب، وحظى هذا المصطلح بشعبية واسعة في العديد من المجتمعات، ومع مرور الوقت انتشرت فكرة أن كل ما يعطيه الفرد للعالم من حوله سواء كان محبة، أو كراهية، أو غضباً، سوف يعود عليه هو في نهاية المطاف، وبذلك تكون فكرة قوة قانون الجذب ليست جديدة على الإطلاق، إنما هي منتشرة، لكن بطرق كثيرة ومختلفة منذ زمن.
قانون الجذب هو واحد من أسرار الحياة التي يدركها عدد قليل جداً من الناس، ويمكن القول إن قانون الجذب يعني أن الإنسان يصبح كالمغناطيس يجذب إليه كل ما يريده ويفكر به، حيثُ يتعمق في أفكاره وعواطفه ليجذب إليه ما يريد أن يحصل عليه.
إنه من السهل على الشخص أن يترك أفكاره وعواطفه دون رقابة منه، لكن ذلك يمكن أن يولّد الكثير من الأفكار الخاطئة والمشاعر السلبية في بعض الأحيان، التي تجذب له أموراً غير مرغوب فيها، فقانون الجذب هو قدرة الشخص على أن يجذب نحوه كل ما يركز عليه في أفكاره، بغض النظر عن عمره أو جنسه أو اعتقاداته.
ويقوم قانون الجذب على فكرة أن كل ما يفكّر به العقل، ويتعمق فيه ويركز فيه بقوة كبيرة قابل للتحقيق، وجميع الأفكار في نهاية المطاف سوف تتحوّل إلى حقيقة على أرض الواقع إذا كانت هذه الأفكار قوية بما فيه الكفاية، فإذا ركز الإنسان في تفكيره ومشاعره على الأمور السلبية، فإنه سيجذب إلى نفسه الأمور السلبية التي يفكر بها، في حين أنه إذا فكّر بطريقة إيجابية، وسيطرت عليه المشاعر الجيدة، فهو بذلك يجذب نحوه كل ما هو جيد، فيكمن القول إن قانون الجذب هو استخدام قوة العقل لترجمة الأفكار والمشاعر وتجسيدها لتتحقق وتصبح واقعاً.
ويُعرف قانون الجذب باسم سر الرجال العظماء، فهو القانون الذي غيّر حياة الكثير من الناس، ويجب استخدام الشخص لقواه العقلية في التركيز على كل ما يرغب به، ويجب أن يصاحب ذلك تخيل الشخص باستمرار أنه حصل بالفعل على ما يريده، مع يقينه التام بأنه سوف يحقق ما يرغب به.
ومن كلامي السابق، قد يظن بعضكم أن قانون الجذب يعمل ببساطة شديدة، هذا ليس صحيحاً، فقانون الجذب يتطلّب التركيز الذهني القوي على الأشياء المراد الحصول عليها، والأهداف المطلوب تحقيقها مع السعي وراء تحقيقها وعدم التكاسل، فمع السعي وراء الحلم والتفكير الإيجابي به تصبح فرصة تحقيقه أكبر، ويتطلب قانون الجذب كي يعمل بنجاح أن يقوم الشخص بتمارين يومية تمكّنه من استخدام قانون الجذب بفاعلية.
كيفية تطبيق قانون الجذب
إن قانون الجذب ليس أمراً خيالياً، إنما يقف العلم خلفه، فهذا القانون يُبيّن مدى دور العقل وقوته في تشكيل حياة الفرد والعالم من حوله، ولاستخدام قانون الجذب وتطبيقه يجب اتباع الآتي بدقة:
1 – اجعل عقلك يستريح ويسترخي لفترة من 5 إلى 10 دقائق، حيث يزيد هذا الأمر من قوة الدماغ، ويُبقى العقل في حالة هدوء.
2 – تأكد من الأمور التي ترغب بها والتي تريد تحقيقها سواء أكان شراء بيت أو سيارة، أو الحصول على منصب جديد في عملك، أو أي أهداف أخرى، مع الحرص على أن تتحمّس بقوة للأشياء التي تريد الحصول عليها، فقانون الجذب الكوني يتضمن أن يُرسل الشخص إشارات إلى الكون بما يريده، ليعود عليه به، ولهذا يجب على الشخص أن يعلم ما يريده بدقة، ليتجنّب إرسال إشارات كونية خاطئة تعود عليه بما لا يرغب به.
3 – تقديم الطلب إلى الكون، وذلك من خلال أن تنظر إلى الشيء الذي ترغب به على أنه ملكك، أي أن ما تريد الحصول عليه قد حصلت عليه بالفعل، ومن المهم جداً أن تفكّر وتتصرف على هذا الأساس.
4 – تدوين الأماني والأمور والأهداف المراد تحقيقها، وتجنُّب استخدام صيغة النفي، ويُفضّل استخدام الصيغة الإيجابية وتدوين الأماني والأهداف كل يوم، مع تخيُّل الحصول عليها والوصول إليها والإصرار على ذلك.
5 – الاستشعار بتحقيق الأمنية أو الهدف المطلوب، حيث يجب أن تتصرّف، وكأنك حصلت بالفعل على ما تريده.
6 – الامتنان لما لديك وحمد الله وشكره لكل ما حصلت عليه أو ما تريد الحصول عليه كأنك ملكته بالفعل، ومن الممكن أن تكتب كل شيء جميل حصلت عليه في مراحل حياتك المختلفة، وأن تمتن لتلك النِّعَم، والإيمان بأنّ كل ما يحدث هو الخير لك، فهذا من شأنه أن يدفعك نحو تحقيق رغبتك بشكل أسرع.
7 – الثقة بقدرتك على الوصول إلى الهدف المطلوب، وتحقيقه مع الصبر والمثابرة، وينصّ قانون الجذب على أنه يجب عدم الغضب في حال لم يحدث الأمر الذي تريده، كما يجب عدم الانشغال الكامل والقلق في البحث عن طرق لتحقيق الأمور التي تريدها، إنما السعي ببساطة نحو الهدف مع الثقة بقدرتك على تحقيقه.













