إحياء قصر القطن بالإسكندرية من الجمود المعماري إلى الريادة السياحية
يمثل إعلان الحكومة المصرية الأخير عن خطة الإستحواذ على مبنى قصر القطن في قلب مدينة الإسكندرية طاقة نور جديدة تهدف إلى إخراج هذا الصرح العظيم من حالة الركود التي دامت لسنوات طويلة
حيث كشف المهندس محمد شيمي وزير قطاع الأعمال العام عن مساعٍ جادة لتحويل هذه البناية الضخمة المجاورة للنصب التذكاري للجندي المجهول إلى فندق سياحي عالمي بما يضمن إستغلال موقعها الإستراتيجي وتصميمها الفريد الذي يجعلها واحدة من أبرز المعالم المعمارية في عروس البحر المتوسط
تاريخ البناء وخصوصية الموقع الجغرافي
يعود تاريخ إنشاء هذا المبنى إلى فترة الثمانينات في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات حيث أقيم في موقع قصر القطن التاريخي بمنطقة المنشية الحيوية ليصبح أضخم منشأة تطل مباشرة على ساحل البحر
ومع أن المخطط الأصلي للمبنى كان يستهدف الوصول إلى خمسة وأربعين طابقاً ليصبح أعلى ناطحة سحاب في المدينة آنذاك إلا أنه تم الإستقرار في النهاية على تشييده بإرتفاع إثنين وعشرين طابقاً فقط ليظل متميزاً بطرازه الهندسي وعناصره المعمارية التي تمنحه هيبة خاصة وسط البنايات المجاورة
التحديات الراهنة والرؤية المستقبلية للتطوير
على الرغم من القيمة الكبيرة التي يمتلكها المبنى إلا أنه ظل لسنوات طويلة غير مستغل بشكل مثالي حيث تشغل جامعة سنجور الفرنسية جزءاً منه بجانب بعض المكاتب الحكومية
بينما تظل باقي الأدوار مهجورة دون إشغال فعلي علاوة على ذلك يعاني المحيط الخارجي للمبنى من إزدحام شديد وعشوائية الباعة الجائلين مما دفع الوزارة إلى وضع تصور شامل
إحياء قصر القطن بالإسكندرية ويهدف إلى تحويل القصر إلى مركز إستثماري متعدد الإستخدامات يجمع بين الأنشطة الفندقية والإدارية والتجارية مع الحفاظ الكامل على واجهته الزجاجية المميزة التي لا تقبل التغيير
الإنعكاسات الإقتصادية والجمالية للمشروع
علاوة على ما سبق فإن تحويل قصر القطن إلى فندق سياحي بإرتفاع اثنين وعشرين طابقاً سيساهم بشكل مباشر في دعم الطاقة الفندقية لمدينة الإسكندرية
وتعزيز المنتج السياحي المصري من خلال توفير فرص عمل جديدة وتحقيق عوائد إقتصادية مستدامة للدولة ومن ناحية أخرى يرى الخبراء أن هذا المشروع سيكون بمثابة رئة جديدة تتنفس منها منطقة المنشية
حيث سيؤدي تطويره إلى إعادة صياغة المكان وتنظيمه بما يليق بقيمته التراثية والتاريخية وإزالة المظاهر العشوائية التي طمست معالم الجمال في هذه المنطقة لعقود
إستعادة الزمن الجميل وتنشيط الحركة السياحية
ختاماً فإن هذه الخطوة الجريئة تعكس توجه الدولة المصرية نحو تعظيم الآستفادة من الأصول التاريخية غير المستغلة وإعادة إحيائها بطريقة عصرية تخدم الإقتصاد الوطني
ومن المتوقع أن يؤدي إفتتاح الفندق الجديد إلى إعادة الهدوء والرقي لمنطقة الجندي المجهول مرة أخرى مما يعيد للإسكندرية طابعها السياحي الكلاسيكي الذي إشتهرت به ويجعل من قصر القطن منارة سياحية
تستقبل الزوار من كل حدب وصوب لتودع بذلك سنوات الظلام والنسيان وتبدأ عصراً جديداً من التألق والضياء














