إحياء التراث في قلب العاصمة : “جروبي” على أعتاب مرحلة جديدة

اهم الاخبار

استمع الي المقالة
0:00

جهود لإحياء ذاكرة القاهرة الخديوية : “جروبي” على أعتاب مرحلة جديدة إحياء التراث في قلب العاصمة .

في إطار المساعي الحثيثة التي تبذلها الدولة المصرية لإعادة إحياء منطقة القاهرة الخديوية وإستعادة رونقها التاريخي والمعماري المميز

عُقد إجتماع هام لبحث الخطوات التنفيذية اللازمة لإعادة تشغيل محل “جروبي” الشهير الكائن بميدان طلعت حرب.

متابعة حثيثة من القيادات المعنية

ترأس هذا الإجتماع الهام اللواء دكتور خالد فودة، مستشار رئيس الجمهورية للتنمية المحلية ورئيس اللجنة القومية لحماية وتطوير القاهرة التراثية.

وقد رافقه في الإجتماع الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، مما يعكس الأهمية القصوى التي توليها القيادة التنفيذية لهذا المشروع الحيوي.

تقرير السلامة الإنشائية : خطوة أساسية نحو الترميم

خلال الإجتماع، تم إستعراض تقرير السلامة الإنشائية الخاص بعمارة جروبي.

وقد أعد هذا التقرير المفصل المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء، حيث قام بتقييم حالة المبنى المكون من بدروم ودور أرضي وأول وأربعة أدوار متكررة.

ويُعد هذا التقرير خطوة أساسية لضمان سلامة عملية الترميم والتطوير اللاحقة.

تأكيد على أهمية “جروبي” في الذاكرة الحضرية

من جانبه، أكد محافظ القاهرة على حرص المحافظة الكامل على دعم كافة الجهود التي تهدف إلى إستعادة “جروبي” ليظل جزءًا أصيلًا من ذاكرة العاصمة المصرية

وخاصة في منطقة القاهرة الخديوية التي تحمل طابعًا تاريخيًا فريدًا.

“جروبي” : معلم تاريخي في قلب القاهرة الخديوية

يُعتبر مقهى “جروبي” واحدًا من أشهر وأعرق الأماكن في القاهرة الخديوية، حيث يقع في قلب ميدان طلعت حرب النابض بالحياة.

تأسس هذا الصرح العريق على يد جاكومو جروبي، وهو سويسري الجنسية قدم إلى مصر في ثمانينيات القرن التاسع عشر.

قصة نجاح بدأت بفكر ريادي

لم يكتفِ جروبي بتأسيس مطعمين ومتجرين لبيع الحلوى يحملان إسمه في وسط القاهرة، أحدهما في ميدان طلعت حرب (الذي كان يُعرف سابقًا بميدان سليمان باشا)

والآخر في شارع عدلي. بل إمتد طموحه ليفتتح محلين أصغر حجمًا وأكثر بساطة، يقدم فيهما الشطائر والحلوى والمشروبات بنظام الوقوف على الطريقة الأمريكية، وهو ما لاقى نجاحًا كبيرًا.

خدمات متميزة تجاوزت حدود المحلات

علاوة على ذلك، لم يقتصر نشاط جاكومو جروبي على إدارة المحلات الأربعة

بل إمتد ليشمل تقديم خدمات توصيل الطلبات الخارجية، حيث كان يقوم بتنظيم الولائم والمناسبات الكبرى في منازل الوزراء والوجهاء في تلك الحقبة الزمنية.

إرتباط وجداني وتراث فني

لقد إرتبط المصريون بـ “جروبي” بعلاقة وثيقة، وإعتبروه علامة مميزة لمنطقة وسط المدينة.

كما كان شاهدًا على العديد من الأعمال الفنية الخالدة، حيث تم تصوير عدد من الأفلام والمسلسلات المصرية الشهيرة في أروقته.

تطلعات مستقبلية

إن إعادة تشغيل “جروبي” لا تمثل فقط ترميمًا لمبنى تاريخي، بل هي بمثابة إحياء لرمز ثقافي وإجتماعي يحمل في طياته ذكريات أجيال من المصريين و إحياء التراث في قلب العاصمة .

ومن المؤكد أن عودة هذا المعلم البارز سيسهم بشكل كبير في تعزيز جاذبية منطقة القاهرة الخديوية وإعادة نبض الحياة إلى قلب العاصمة.