قراءة القرآن والأذكار إلكترونيًا الإفتاء تحسم الجدل : جواز شرعي وتيسير على المسلمين
إنتشرت في الآونة الأخيرة تساؤلات عديدة بين المسلمين حول حكم قراءة القرآن الكريم والأذكار من الهاتف المحمول دون الحاجة إلى الوضوء، خاصة مع تزايد إستخدام التطبيقات الإلكترونية للمصحف الشريف.
وقد جاء الرد حاسمًا وواضحًا من دار الإفتاء المصرية ليؤكد على يسر الشريعة الإسلامية في هذا الشأن.
رأي أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية
أجاب الشيخ حسن اليداك، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على هذا الإستفسار، مُشيرًا إلى أن قراءة القرآن جائزة شرعًا من الحفظ (عن ظهر قلب) أو من أي وسيلة غير المصحف الورقي، حتى لو كان القارئ على غير وضوء.
وهذا الحكم ينسحب بشكل مباشر على القراءة من الهاتف المحمول أو أي جهاز إلكتروني آخر، وهو ما ييسر على المسلمين القراءة في الأماكن المختلفة، مثل وسائل المواصلات.
الحالات التي يُمنع فيها قراءة القرآن
على الرغم من هذا التيسير، أوضح الشيخ اليداك أن هناك حالتين محددتين فقط يُمنع فيهما التوقف عن القراءة التعبدية للقرآن الكريم
حالة الجنابة : وهي الحدث الأكبر الذي يوجب الغسل.
حالة العذر الأكبر : وتشمل الحيض والنفاس بالنسبة للمرأة.
لذلك، فإنه لا يجوز حينئذٍ قراءة القرآن بنية التعبد.
إستثناءات جواز قراءة الآيات في حالتي المنع
مع ذلك، هناك إستثناءات تسمح بقراءة بعض الآيات حتى في حالتي الجنابة أو العذر الأكبر، ولكن بشرط أن تكون القراءة لسبب غير التعبد المحض. ومن الأمثلة على ذلك:
الإستعاذة : ترديد بعض الآيات أو السور بغرض الحماية والتحصين.
قراءة الأذكار المرتبطة بمواقف معينة : مثل أذكار اللباس أو أذكار النزول للطريق، حتى لو تضمنت هذه الأذكار آيات قرآنية.
حالة الضرورة : كأن تكون لطالبة لديها إمتحان تضطر فيه لمراجعة آيات معينة، أو معلمة تحتاج لقراءة الآيات لأداء واجبها التعليمي.
الفرق بين المصحف الورقي والمصحف الإلكتروني
قراءة القرآن والأذكار إلكترونيًا .. أكد أمين الفتوى على الفرق الجوهري في الحكم بين الإمساك بالمصحف الورقي والقراءة من المصحف الإلكتروني:
المصحف الورقي : يتطلب الطهارة الكاملة (الوضوء) للإمساك به ومسه؛ وهذا لتعظيمه وإحترامه.
الهاتف (المصحف الإلكتروني) : لا يشترط له الوضوء عند القراءة منه، طالما أن القارئ ليس في حالة الجنابة أو الحيض أو النفاس، وذلك لأن شاشة الهاتف لا تأخذ حكم المصحف الورقي المباشر.
بهذا التوضيح، تكون دار الإفتاء قد أزالت اللبس وفتحت المجال أمام المسلمين للإستفادة من التكنولوجيا في التيسير على أنفسهم، مع الحفاظ على تعظيم شعائر الدين ومراعاة حدود الشريعة في حالات المنع.














