ممرض يحول شغفه إلى مشروع يدر 117 ألف

أخبار عالمية, تكنولوجيا

استمع الي المقالة
0:00

قصة نجاح ملهمة : ممرض يحول شغفه إلى مشروع جانبي يحقق 117 ألف دولار شهريًا بيوم عمل واحد في الأسبوع

في عالم يتسارع فيه إيقاع الحياة وتزداد متطلبات العمل، يبرز مايك أوديل، ممرض التخدير، كنموذج ملهم لتحقيق التوازن بين مهنته الأساسية المرموقة ومشروعه الجانبي الذي يدر عليه دخلًا هائلًا

كل ذلك بيوم عمل واحد في الأسبوع فقط. إنها قصةٌ تبرهن على أن الشغف والتخطيط الذكي يمكن أن يفتحا آفاقًا جديدة للنجاح المالي والشخصي، دون التضحية بالإستقرار الوظيفي.

من غرفة العمليات إلى عالم الخياطة : ولادة “ليجيت كيتس”

بينما يقضي مايك أوديل أربعة أيام في الأسبوع في مهنته الأساسية كممرض تخدير، محاطًا بمعدات جراحية ضخمة وبيئة عمل لا تتيح له حتى شرب الماء دون إذن ، يبدو أن يومه الخامس يمثل ملاذًا له.

في هذا اليوم، يتحرر أوديل من ضغوط المستشفى ليقضي وقته في إدارة شركة شركة “ليجيت كيتس” (Legit Kits)

مشروعه الجانبي المتخصص في أدوات الخياطة والموجود في أوكلاهوما سيتي. إنه يومٌ يبدأ بفنجان قهوة هادئ وإيصال الأطفال إلى المدرسة، قبل أن ينغمس في عالمه الإبداعي.

تتضح هنا البداية الملهمة للمشروع، ففي عام 2020، بعد أن صنع بطانيتين مستوحيتين من سلسلة “حرب النجوم” لأبنيه بإستخدام تقنية “الخياطة على الورق الأساسي”

إكتشف أوديل سهولة هذه الطريقة. من هنا، جاءت الفكرة بتأسيس عمل تجاري لبيع مجموعات الخياطة الجاهزة، وهي خطوة جريئة ومدروسة في آن واحد.

إستراتيجية ذكية : مشروع يعمل بأقل تدخل مباشر

كان أوديل يعلم تمامًا أنه لا يريد التخلي عن وظيفته الأساسية، التي تدر عليه حاليًا 240,000 دولار سنويًا.

لذلك، بنى شركته “ليجيت كيتس” بطريقة تضمن عملها بأقل قدر من التدخل المباشر منه. هذا التخطيط الإستراتيجي هو ما مكنه من تحقيق التوازن الذي نراه اليوم.

لقد وظّف مصممين لإنشاء الرسومات والأنماط، ثم موظفًا آخر لقص القماش وشحن المنتجات. هذا التفويض الذكي للمهام هو جوهر نجاحه في إدارة مشروع بهذا الحجم بيوم عمل واحد فقط أسبوعيًا.

أرقام مبهرة : مبيعات تتخطى المليون دولار

الأرقام تتحدث عن نفسها، فقد حققت شركة “ليجيت كيتس” مبيعات عبر الإنترنت بلغت 1.25 مليون دولار في عام 2024 وحده.

بالإضافة إلى ذلك، حققت الشركة 150,000 دولار من المبيعات في متاجر “Joann Fabrics and Crafts” قبل إغلاقها بسبب الإفلاس.

هذه الإنجازات المالية الكبيرة تؤكد على مدى نجاح النموذج التجاري الذي إبتكره أوديل. وعلى الرغم من أن الشركة كانت مربحة في عام 2023

إلا أنها تعادلت في الأرباح والخسائر في العام التالي بسبب تكاليف الإنتقال إلى مستودع جديد بمساحة 4,500 قدم مربع.

الشغف يقود الإبداع : دور أوديل في “ليجيت كيتس”

على الرغم من أن أوديل يوظف فريقًا لإدارة معظم العمليات، إلا أن دوره لا يزال محوريًا. ففي يوم عمله الأسبوعي، يركز على إختبار الألوان، والموافقة على التصاميم، وتسويق الشركة لجذب عملاء جدد.

يخطط لدفع راتب سنوي لنفسه قدره 50,000 دولار مقابل دوره كمدير إبداعي ومدير تنفيذي للشركة، مما يعكس تقديره للوقت والجهد الذي يبذله في تطوير مشروعه.

طموحات مستقبلية وتحديات الرسوم الجمركية

يقول أوديل: “الإرهاق الذي أشعر به في المستشفى هو ما يغذي طاقتي للقيام بشيء لنفسي”.

هذا التصريح يكشف عن الدافع العميق وراء مشروعه الجانبي، فهو وسيلة للتعامل مع ضغوط العمل وتحقيق الرضا الشخصي.

على الرغم من أن “ليجيت كيتس” تستحوذ على حصة صغيرة من سوق الخياطة الذي تبلغ قيمته نحو 5 مليارات دولار

يطمح أوديل لتوسيع قاعدة عملائه لتشمل الحرفيين الهواة. لهذا الغرض، بدأت الشركة ببيع مجموعات “ميني” أصغر حجمًا وأسهل تنفيذًا بسعر 99 دولارًا، في محاولة لجذب شريحة أوسع من المستهلكين.

لكن هذه الطموحات تواجه تحديات، أبرزها تأثير سياسات الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

هذه الرسوم قد تزيد من تكاليف تشغيل “ليجيت كيتس”، حيث أن أقمشة الشركة تأتي من دول جنوب شرق آسيا مثل إندونيسيا وفيتنام، وتواجه وارداتها رسومًا جمركية قد تصل إلى 32% و46% على التوالي.

هذا الوضع يخلق حالة من عدم اليقين، كما يقول أوديل، مما يجعله مترددًا في توظيف موظفين جدد حتى تتضح آثار هذه الرسوم على التكاليف.

شبكة الأمان والدرب نحو مستقبل واعد

تعتبر وظيفة أوديل الأساسية ذات الدخل المرتفع بمثابة شبكة أمان لشركته. وبما أنه لا يعتمد على أرباح “ليجيت كيتس” لتأمين معيشته، فهو يعتقد أن الرسوم الجمركية أو أي تقلبات اقتصادية أخرى لن تجبره على إغلاق مشروعه الجانبي.

حتى قبل فرض الرسوم، لم يكن يتوقع أن يتجاوز دخله من المشروع دخله من التمريض قبل خمس سنوات على الأقل.

يقول أوديل: “لكي أفكر في تحويل “ليجيت كيتس” إلى عملي الأساسي، يجب أن تصل مبيعاتها السنوية إلى ثمانية أرقام… وأريد أن يذهب أطفالي إلى الجامعة”.

ممرض يحول شغفه إلى مشروع جانبي يحقق 117 ألف .. هذه الطموحات المستقبلية تعكس رؤيته بعيدة المدى لمشروعه، مؤكدًا على أن النجاح ليس مجرد أرقام، بل هو وسيلة لتحقيق أهداف أسرية وشخصية أعمق.

هل ترغب في معرفة المزيد عن كيفية تحقيق التوازن بين العمل الأساسي والمشاريع الجانبية؟