أمل جديد لمرضى سرطان الكلى : علاج مناعي مبتكر جاهز للإستخدام

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

أمل جديد لمرضى سرطان الكلى : علاج مناعي مبتكر جاهز للإستخدام

يمثّل مرض سرطان الكلى النقيلي تحديًا طبيًا كبيرًا، فهو شكلٌ عدواني ومميت من السرطان غالبًا ما يفشل في الإستجابة للعلاجات التقليدية.

ونتيجة لذلك، يبقى معدل البقاء على قيد الحياة للمرضى المتأثرين به منخفضًا، مما يسلّط الضوء على الحاجة الملحة لإيجاد إستراتيجيات علاجية أكثر فاعلية.

وفي هذا السياق، يقدم إبتكار جديد من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس بصيصًا من الأمل.

“ألوكار 70 – إن كاي تي” : نهج ثوري يتجاوز العوائق التقليدية

طوّر باحثون في جامعة كاليفورنيا علاجًا مناعيًا جديدًا يحمل إسم “ألوكار 70 – إن كاي تي”.

هذا العلاج المبتكر يعتمد على خلايا مناعية معدّلة وراثيًا، مهمتها الأساسية مهاجمة أورام سرطان الكلى وإعادة برمجة بيئتها الواقية.

وعلى عكس العلاجات المناعية التقليدية التي تتطلب تخصيصًا لكل مريض على حدة، يتميز هذا النهج بأنه “جاهز للإستخدام”، مما يوفر الوقت ويقلل من المخاطر المرتبطة بعملية التخصيص.

وفي هذا الصدد، أوضحت الدكتورة ليلي وو، أستاذة علم الأدوية والجراحة، أن هذا الإبتكار يتيح تحويل الخلايا الجذعية إلى خلايا مكافحة للسرطان يمكن إستخدامها بسهولة لأي مريض، متجاوزًا بذلك التحديات اللوجستية والزمنية.

إستراتيجية علاجية متعددة الأوجه

تكمن فاعلية علاج “ألوكار 70 – إن كاي تي” في إستراتيجيته المتطورة التي تستهدف نقاط ضعف متعددة في السرطان.

فقد قام الباحثون بتصميم خلايا مناعية طبيعية من الخلايا الجذعية لتكون قادرة على التعبير عن مستقبل يستهدف بروتينًا شائعًا في خلايا سرطان الكلى يُسمى “سي دي 70”.

ووفقًا للدكتورة ليلي يانغ، أستاذة علم الأحياء الدقيقة، صُممت هذه الخلايا لتتغلب على العقبات التي تفشل فيها العلاجات التقليدية، مثل ضعف القدرة على إختراق الورم أو التثبيط من البيئة المحيطة به.

وقد أظهرت الإختبارات أن هذه الخلايا لا تقتصر على قتل الخلايا السرطانية مباشرةً فحسب، بل إنها تعمل أيضًا على تعطيل البيئة الدقيقة للورم التي تحميه من هجمات الجهاز المناعي.

كما أنها تزيل الخلايا المناعية التي تحمل بروتين “سي دي 70” والتي غالبًا ما ترفض خلايا المتبرع، مما يسمح للعلاج بالبقاء نشطًا وفعّالًا لفترة أطول.

آمال واعدة للمستقبل

أمل جديد لمرضى سرطان الكلى ويمثّل علاج “ألوكار 70 – إن كاي تي” خطوة مهمة نحو علاج أكثر أمانًا وفاعلية لمرضى سرطان الكلى. وبفضل قدرته على مهاجمة الورم ونظام الدعم المحيط به في آن واحد، يُعد هذا النهج متعدد الوظائف وواعدًا.

وفي ختام الدراسة، عبّر الدكتور أرنولد تشين، أستاذ جراحة المسالك البولية، عن تفاؤله، مشيرًا إلى أن هذا الإبتكار قد يشكّل “شريان حياة جديدًا” للكثير من المرضى إذا ما تحقّق هذا الوعد المبكر على أرض الواقع