في إنجاز جديد يُضاف إلى سجل استكشاف الفضاء، أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا في أكتوبر 2025 عن إطلاق مهمة “أوريون 2” (Orion II)، وهي ثاني مهمة مأهولة ضمن برنامج “أرتميس” لاستكشاف القمر، وتهدف إلى إرسال أربعة رواد فضاء إلى مدار القمر، استعدادًا للهبوط البشري المقرر في 2026.
المهمة انطلقت من مركز كينيدي الفضائي في فلوريدا باستخدام صاروخ SLS (Space Launch System)، وهو أقوى صاروخ تم بناؤه حتى الآن، ويُعد حجر الأساس في برنامج أرتميس. المركبة “أوريون” دخلت بنجاح في مدار حول الأرض، قبل أن تبدأ رحلتها نحو القمر، في رحلة تستغرق حوالي 10 أيام.
الطاقم يتكون من رواد فضاء من الولايات المتحدة وكندا، بينهم أول امرأة وأول شخص من أصول غير أوروبية يُرسَل إلى مدار القمر، وده بيعكس التزام ناسا بالتنوع والشمول في برامجها الفضائية. الرواد هيقوموا بإجراء تجارب علمية على الإشعاع الفضائي، أنظمة دعم الحياة، والتواصل بعيد المدى، بالإضافة إلى اختبار معدات الهبوط المستقبلية.
المهمة دي بتمهد الطريق لمهمة “أرتميس III”، اللي هتشهد أول هبوط بشري على سطح القمر منذ عام 1972، وده ضمن خطة ناسا لإنشاء قاعدة دائمة على القمر بحلول 2030، تُستخدم كنقطة انطلاق نحو المريخ.
من الناحية التقنية، المركبة “أوريون” مزودة بأنظمة دعم حياة متقدمة، ودرع حراري جديد لتحمل درجات الحرارة العالية عند العودة إلى الأرض، بالإضافة إلى نظام ملاحة دقيق يسمح بتحديد الموقع في الفضاء بدقة غير مسبوقة.
ناسا قالت إن المهمة دي مش بس خطوة نحو القمر، لكنها اختبار حقيقي لقدرة البشر على العيش والعمل في الفضاء لفترات طويلة، وده بيساعد في فهم التحديات اللي ممكن نواجهها في رحلات المريخ المستقبلية.
الخبراء في مجال الفضاء بيقولوا إن “أوريون 2” بتمثل لحظة فارقة في تاريخ استكشاف الفضاء، وبتعيد إحياء حلم الهبوط على القمر، لكن بتكنولوجيا القرن الواحد والعشرين، وبمنظور أكثر شمولًا وتعاونًا دوليًا.
في نفس الوقت، وكالات فضاء أخرى زي وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) واليابانية (JAXA) بتشارك في تطوير معدات وتجارب علمية تُستخدم في المهمة، وده بيعكس الطابع العالمي لبرنامج أرتميس.
الجمهور حول العالم تابع الإطلاق مباشرة عبر الإنترنت، وعبّر عن حماسه الكبير، خصوصًا مع مشاركة رواد فضاء من خلفيات متنوعة، واهتمام ناسا بإشراك الشباب في متابعة وتفسير المهمة من خلال برامج تعليمية وتفاعلية.
في النهاية، مهمة “أوريون 2” مش بس رحلة إلى القمر، لكنها إعلان عن بداية عصر جديد في استكشاف الفضاء، بيجمع بين العلم، التكنولوجيا، والتعاون الإنساني، وبيفتح الباب أمام مستقبل فضائي أكثر طموحًا.













