إستهلاك الذاكرة (الرام) في متصفحات الويب لعام

تكنولوجيا

استمع الي المقالة
0:00

إستهلاك الذاكرة (الرام) في متصفحات الويب لعام 2025 : أيها الأفضل؟

مع تطور الإنترنت وتعدد المهام التي يمكن للمستخدم القيام بها عبر المتصفحات، أصبح إستهلاك الذاكرة (الرام) العشوائية أحد أهم المعايير التي يوليها المستخدمون إهتمامًا كبيرًا.

فالمتصفح الذي يستهلك قدرًا أقل من الرام يساهم في تحسين أداء الجهاز بشكل عام، خاصةً عند فتح العديد من علامات التبويب أو تشغيل تطبيقات أخرى في الخلفية.

في هذا المقال، نستعرض أفضل المتصفحات، سواء الشهيرة أو الأقل شهرة، من حيث إستهلاك الرام في عام 2025، مع تحليل أسباب هذا الإختلاف وتأثيره على تجربة المستخدم.

معركة الأداء : المتصفحات الشهيرة

عند الحديث عن المتصفحات الشهيرة، تبرز أسماء مثل ( جوجل كروم (Google Chrome)، موزيلا فايرفوكس (Mozilla Firefox)، مايكروسوفت إيدج (Microsoft Edge)، وسفاري (Safari).

هذه المتصفحات تحظى بحصة كبيرة من السوق وتتنافس بشدة على تقديم أفضل تجربة للمستخدم، ليس فقط من حيث السرعة والميزات، بل أيضًا من حيث كفاءة إستهلاك الموارد.

جوجل كروم : العملاق الذي يُجَاهد للتحسين

لطالما عُرف جوجل كروم بكونه من أكثر المتصفحات إستهلاكًا للرام، وذلك بسبب بنيته التي تعتمد على فصل كل علامة تبويب أو إضافة في عملية مستقلة (process).

على الرغم من أن هذا التصميم يمنح كروم إستقرارًا أكبر ويمنع إنهيار المتصفح بالكامل في حالة تعطل علامة تبويب واحدة، إلا أنه يأتي على حساب إستهلاك عالٍ للذاكرة.

ومع ذلك، عملت جوجل جاهدة على تحسين هذه المشكلة في الإصدارات الأخيرة، حيث أضافت ميزات مثل “تجميد” علامات التبويب غير النشطة وتقنية “Tab Discarding” التي تتيح للنظام إستعادة الذاكرة من علامات التبويب التي لم يتم إستخدامها لفترة طويلة.

مايكروسوفت إيدج : المنافس الشرس الذي يُبرِهن على كفاءته

منذ تحوله إلى نواة كروميوم (Chromium)، إستطاع مايكروسوفت إيدج أن يُثبت جدارته كمنافس حقيقي لكروم، ليس فقط من حيث السرعة والميزات، بل أيضًا من حيث كفاءة إستهلاك الرام.

يتميز إيدج بدمج العديد من التقنيات التي تُعزز من كفاءته، مثل “Sleeping Tabs” التي تعمل على إيقاف العمليات الخلفية لعلامات التبويب غير المستخدمة، مما يُقلل بشكل كبير من إستهلاك الذاكرة.

موزيلا فايرفوكس : البديل الذي يُقدم توازنًا مثاليًا

يُعتبر فايرفوكس من أبرز البدائل لمتصفحات كروميوم، وقد نجح في السنوات الأخيرة في تحسين أدائه بشكل ملحوظ.

يتميز فايرفوكس بكونه أقل إستهلاكًا للرام مقارنة بكروم، خاصة عند فتح عدد كبير من علامات التبويب.

يعتمد فايرفوكس على محرك “Quantum” الذي صُمم خصيصًا ليكون أكثر كفاءة في إستهلاك الموارد، مما يجعله خيارًا ممتازًا للمستخدمين الذين يهتمون بالأداء.

المتصفحات المغمورة : حلول مبتكرة لأداء فائق

بالإضافة إلى المتصفحات الشهيرة، هناك مجموعة من المتصفحات الأقل شهرة التي تُقدم حلولًا مبتكرة وتُركز بشكل أساسي على كفاءة إستهلاك الموارد.

هذه المتصفحات قد لا تمتلك نفس الميزات المتكاملة للمتصفحات الكبرى، ولكنها تُقدم أداءً فائقًا على الأجهزة ذات الموارد المحدودة.

براف (Brave) : الخصوصية أولًا والأداء ثانيًا (بجدارة)

يُعرف متصفح براف بتركيزه على الخصوصية وحظر الإعلانات، ولكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أنه من أكثر المتصفحات كفاءة في إستهلاك الرام.

يعتمد براف على نواة كروميوم، ولكنه يُزيل العديد من المكونات غير الضرورية، مما يجعله أخف وأسرع. كما أن حظره للإعلانات وتتبع المواقع يُقلل من عدد العمليات الخلفية، مما يُساهم في تقليل إستهلاك الرام بشكل ملحوظ.

أوبرا (Opera) : الأداء والميزات في حزمة واحدة

يُعد متصفح أوبرا من المتصفحات القديمة التي عادت بقوة في السنوات الأخيرة، حيث يُقدم مزيجًا فريدًا من الأداء والميزات المبتكرة.

يعتمد أوبرا أيضًا على نواة كروميوم، ولكنه يتميز بوضع “توفير الطاقة” الذي يُقلل من نشاط العمليات الخلفية ويُحسن من كفاءة البطارية وإستهلاك الرام.

الخلاصة : أي متصفح تختار؟

في النهاية، يعتمد إختيار المتصفح الأفضل على إحتياجات المستخدم وجهازه.

إذا كان لديك جهاز قوي ولا تهتم كثيرًا لإستهلاك الرام، فربما يكون جوجل كروم أو مايكروسوفت إيدج خيارًا جيدًا لك بسبب سرعتهما وميزاتهما المتكاملة.

أما إذا كنت تمتلك جهازًا بموارد محدودة أو تهتم بتوفير الذاكرة، فإن موزيلا فايرفوكس أو براف يُقدمان أداءً ممتازًا وإستهلاكًا أقل للرام.

لقد أصبح إستهلاك الرام معيارًا أساسيًا لتقييم المتصفحات، ومن المثير للإهتمام رؤية كيف أن المتصفحات الشهيرة والأقل شهرة تتنافس على تحسين هذا الجانب.

وبينما تُواصل الشركات تطوير تقنيات جديدة لزيادة الكفاءة، فإن المستخدم هو المستفيد الأكبر في هذه المنافسة المحتدمة.