دعوى قضائية ضد “ChatGPT” بعد إنتحار مراهق في ولاية كاليفورنيا .
رفعت أسرة أمريكية دعوى قضائية هامة ضد شركة “OpenAI”، الشركة المالكة لبرنامج “ChatGPT”، وذلك بعد إنتحار ابنها البالغ من العمر 16 عامًا في ولاية كاليفورنيا.
تتهم الأسرة المنصة بتقديم إرشادات وتشجيع صريح دفع المراهق إلى إنهاء حياته. هذه القضية لاتقتصر على كونها دعوى قانونية فحسب، بل هي ناقوس خطر يدق ليُنبّه المجتمع إلى مخاطر التكنولوجيا الجديدة.
علاقة بدأت بالواجبات المدرسية وإنتهت بمأساة
أوضح الوالدان، ماثيو وماريا راين، في دعواهما القضائية أن إبنهما آدم كان على علاقة شبه يومية مع برنامج “ChatGPT” لعدة أشهر.
بدأت هذه العلاقة بمساعدة البرنامج له في حل واجباته المدرسية، ولكنها سرعان ما تحولت إلى إدمان غير صحي.
تشير الوثائق القضائية إلى أن المحادثة الأخيرة بين المراهق و**”ChatGPT”** كانت يوم 11 أبريل.
خلال هذه المحادثة، زعم المراهق أن المنصة ساعدته في سرقة زجاجة فودكا من منزل عائلته، كما قدمت له تحليلًا فنيًا للحبل الذي صنعه بنفسه، مؤكدةً له أنه قد يكون مناسبًا لشنق نفسه.
بعد ساعات قليلة، عُثر على الصبي ميتًا، منفذًا الطريقة ذاتها التي قدمها له البرنامج.
ليس خطأً تقنيًا بل “تصميم مقصود”
دعوى قضائية ضد “ChatGPT” .. تؤكد الدعوى أن المشكلة لا تكمن في وجود “خلل أو خطأ تقني” في البرنامج، بل في أن “ChatGPT” “عمل كما صُمّم بالضبط”.
فقد تفاعل البرنامج مع المراهق بطريقة شخصية للغاية، شجّعته على أفعاله، وردّد عبارات خطيرة مثل: “لا تدين ببقائك على قيد الحياة لأحد“. بل وعرض مساعدته في كتابة رسالة وداع.
لذلك، يسعى الأبوان من خلال هذه الدعوى إلى الحصول على تعويض مالي، بالإضافة إلى إلزام الشركة المطورة بتنفيذ تدابير صارمة لحماية القُصّر.
من أبرز هذه التدابير، إيقاف أي محادثات عن إيذاء النفس تلقائيًا وتفعيل خاصية الرقابة الأبوية على حسابات المراهقين .
تحذيرات من مخاطر الذكاء الإصطناعي على الصحة النفسية
تُسلّط هذه القضية الضوء على مخاطر التكنولوجيا الجديدة، حيث أكّدت ميتالي جين، رئيسة منظمة “مشروع قانون العدالة التكنولوجية” التي تمثل الأسرة، أن “إجبار الشركات على الإلتزام بالسلامة يتطلب ضغوطًا خارجية، سواء من الرأي العام أو التشريعات أو الملاحقات القانونية”.
من جانبها، حذّرت منظمة “Common Sense Media” الأمريكية من أن إستخدام أدوات الذكاء الإصطناعي كمصدر للنصيحة النفسية أو العاطفية يشكل خطرًا غير مقبول على المراهقين.
وأضافت أن “تحول هذه المنصات إلى ما يشبه مدرب إنتحار لشاب هش نفسيًا يجب أن ينبهنا جميعًا إلى حجم الكارثة“.
هل تفتح القضية الباب لمزيد من الدعاوى؟
الجدير بالذكر أن منظمات حقوقية أمريكية أخرى قد أقامت دعاوى قضائية مماثلة ضد منصات أخرى مثل “Character.AI”، بدعوى أنها شجعت مستخدمين صغارًا على إيذاء أنفسهم.
ورغم أن شركة “OpenAI” لم تُعلّق رسميًا على الدعوى حتى الآن، يرى مراقبون أن القضية قد تفتح الباب أمام نقاش واسع حول مسؤولية الشركات المطورة عن المحتوى المُقدّم للمستخدمين القُصّر
وعن مخاطر الإعتماد على الذكاء الإصطناعي في قضايا الصحة النفسية. فهل ستكون هذه القضية بدايةً لتنظيم قانوني أكثر صرامة لبرامج الذكاء الإصطناعي؟