خالد شوقي سائق يضحي بحياته ليصبح أسطورة “العاشر من رمضان”

هام

استمع الي المقالة
0:00

خالد شوقي سائق يضحي بحياته .. قصة بطولة خالدة في قلب كل مصري

في لحظة فارقة، حيث تتلاشى الغرائز البشرية أمام نبل التضحية، يبرز إسم خالد محمد شوقي عبدالعال، السائق الذي لم يتردد لحظة واحدة في التضحية بحياته لإنقاذ أرواح الآخرين.

إنه الأب لأربعة أبناء، الذي سطر بدمائه ملحمة شجاعة وبطولة حقيقية، ستظل حاضرة في ذاكرة مدينة العاشر من رمضان وفي قلوب المصريين جميعًا.

قرار في ثوانٍ .. إنقاذ من كارثة محققة

تعود تفاصيل هذه القصة البطولية إلى ثالث أيام عيد الأضحى المبارك، حين وقع حادث مفاجئ ومروع.

فبينما كانت إحدى سيارات النقل تُفرغ حمولتها في خزان وقود بمحطة بنزين مزدحمة بالمواطنين في المجاورة 70 بمدينة العاشر من رمضان، إندلعت النيران فجأة في خزان الوقود.

في تلك اللحظة الحرجة، وبينما كان الخطر يحدق بالمئات، اتخذ خالد قراره البطولي في جزء من الثانية. لم يفكر في حياته أو حجم الخطر، بل قاد السيارة المشتعلة بنفسه، مبعِدًا إياها عن المحطة المزدحمة.

كان هدفه الوحيد هو تفادي وقوع كارثة إنسانية محققة قد تودي بحياة العديد من الأبرياء.

جسد يحترق وروح تتوهج .. بطولة حتى الرمق الأخير

على الرغم من أن النيران كانت قد بدأت تلتهم جسده، واصل خالد قيادته المشتعلة حتى إبتعد بالسيارة لمسافة آمنة.

وبعد أن تأكد من إبعاد الخطر، ترجل من السيارة والنيران تغطي جسده بالكامل.

كان هذا المشهد مؤثرًا لدرجة أنه أبكى كل من شاهده، ولامس قلوب الآلاف على مواقع التواصل الإجتماعي، التي إمتلأت بالدعوات له عقب الحادث.

صراع مع الألم .. ورحيل بطل

على الفور، نُقل خالد إلى مستشفى أهل مصر لعلاج الحروق، حيث كان مصابًا بحروق شديدة في مختلف أنحاء جسده.

بدأت رحلة مؤلمة من الصراع مع الألم والمعاناة.

ورغم كل المحاولات الطبية لإنقاذه، إلا أن إصاباته البليغة كانت أقوى من مقاومته، فلفظ أنفاسه الأخيرة متأثرًا بها، ليرحل عن دنيانا تاركًا خلفه قصة بطل حقيقي ضحى بروحه من أجل سلامة الآخرين.

تكريم يليق ببطل .. إسم خالد لن يُنسى

تقديرًا لموقفه النبيل وتضحياته الكبيرة، لم تتأخر مدينة العاشر من رمضان في تكريم هذا البطل.

في لفتة إنسانية تعكس الوعي المجتمعي، قرر المهندس علاء عبداللاه مصطفى، رئيس جهاز تنمية مدينة العاشر من رمضان، إطلاق إسم “خالد محمد شوقي عبدالعال” على أحد شوارع المدينة.

وأكد المهندس علاء أن هذا القرار يُجسد رسالة مجتمعية بالغة الأهمية، مفادها أن البطولة لا تقتصر على ميادين القتال فحسب، بل تمتد لتشمل ميادين الحياة اليومية، حيث يقدم الإنسان روحه فداءً لواجبه وإنسانيته.

بطل من عامة الناس .. خالد في ذاكرة الأمة

خالد شوقي سائق يضحي بحياته .. لم يكن خالد ضابطًا أو جنديًا في جيش نظامي، بل كان سائقًا بسيطًا من عامة الناس.

ومع ذلك، كان قلبه جنديًا حقيقيًا إمتلك شجاعة إستثنائية. لقد إختار أن يحترق هو بنفسه، بدلًا من أن يحترق المئات من الأبرياء.

لم يكن يبحث عن شهرة أو وسام، بل كان جل إهتمامه هو سلامة الناس.

واليوم، صار إسمه شاهدًا على بطولة نادرة، ستظل الأجيال تتناقلها، وسيحكيها الناس طويلًا لأبنائهم، تمامًا كما تُروى حكايات الأبطال الحقيقيين الذين خلدوا أسماءهم بمداد من نور وشجاعة.

فخالد شوقي ليس مجرد سائق ضحى بحياته، بل هو رمز للتضحية والفداء، وقصة ستظل حاضرة في قلوب المصريين.