الكيتو دايت والكلى: هل يحميها النظام الشهير أم يضعها في دائرة الخطر؟
يُعد نظام “الكيتو” (Keto Diet) واحدًا من أكثر الأنظمة الغذائية إثارة للجدل في الأوساط الطبية، فرغم نتائجه المبهرة في فقدان الوزن السريع والسيطرة على مستويات السكر في الدم، إلا أن التساؤلات تظل قائمة حول تأثيره الطويل الأمد على الأعضاء الحيوية، وعلى رأسها الكلى. فهل يمثل الكيتو عبئًا إضافيًا على مصافي الجسم، أم أنه قد يساهم في تحسين وظائفها بطرق غير مباشرة؟
طبيعة الكيتو وعلاقتها بالوظائف الكلوية
يعتمد نظام الكيتو بشكل أساسي على تناول كميات عالية من الدهون، ونسبة معتدلة من البروتين، وكمية ضئيلة جدًا من الكربوهيدرات. عندما يقل الجلوكوز، يبدأ الجسم في حرق الدهون لإنتاج “الأجسام الكيتونية” كمصدر للطاقة. هنا تلعب الكلى دورًا حيويًا في تصفية هذه الأجسام وتنظيم توازن الأملاح والسوائل التي تتغير بشكل حاد عند الدخول في الحالة الكيتونية.
المخاطر المحتملة: حصوات الكلى والجفاف
أبرز التحديات التي تواجه الكلى خلال نظام الكيتو هي خطر تكون حصوات الكلى. يعود ذلك لعدة أسباب:
زيادة الحموضة: تناول كميات كبيرة من البروتينات الحيوانية يزيد من حموضة البول، مما يحفز تكوين حصوات حمض اليوريك وحصوات أوكسالات الكالسيوم.
فقدان السوائل: في بداية الكيتو، يتخلص الجسم من كميات كبيرة من الماء المختزن مع الجليكوجين، وإذا لم يتم تعويض هذه السوائل بدقة، يحدث جفاف يزيد من تركيز الأملاح داخل الكلى.
انخفاض السترات: يؤدي النظام الكيتوني أحيانًا إلى انخفاض مستويات السترات في البول، وهي مادة طبيعية تمنع تكون الحصوات.
الجانب المضيء: السيطرة على السكري والضغط
من زاوية أخرى، قد يكون الكيتو دايت مفيدًا لمرضى ما قبل السكري، والسكري هو السبب الأول للفشل الكلوي عالميًا. من خلال تحسين حساسية الإنسولين وخفض مستويات سكر الدم والضغط المرتفع، يقلل الكيتو من الضرر “الترشيحي” الذي يسببه السكر العالي للشعيرات الدموية الدقيقة في الكلى. ولكن، هذه المنفعة مشروطة بأن تكون الكلى سليمة منذ البداية.
هل الكيتو مناسب لمرضى الكلى المزمن؟
الإجابة القاطعة لدى معظم الأطباء هي لا. الكلى التي تعاني من قصور لا تستطيع التعامل مع نواتج استقلاب البروتين العالية أو التغيرات الحادة في توازن المعادن (مثل البوتاسيوم والصوديوم) التي تحدث في الكيتو، مما قد يعجل بالوصول إلى مراحل الفشل الكلوي المتقدمة.
نصائح لحماية كليتيك أثناء الكيتو
شرب الماء بكثرة: يجب ألا يقل استهلاكك عن 3 لترات يوميًا لمنع تركيز الأملاح.
الاعتدال في البروتين: لا تحول الكيتو إلى نظام “عالي البروتين”، بل التزم بالنسبة المتوسطة.
الخضروات الورقية: تناولها بكثرة لتعديل حموضة البول وتزويد الجسم بالبوتاسيوم.
الفحص الدوري: تأكد من إجراء فحص وظائف الكلى (Creatinine & GFR) قبل البدء وخلال الرحلة.














