بويك 1950″: هل سيارة رشدي أباظة “الكلاسيكية” تستحق هذا السعر الجنوني ؟
مع حلول الذكرى الخامسة والأربعين لوفاة “دنجوان السينما المصرية”، الفنان الراحل رشدي أباظة، أُثيرت ضجة كبيرة على مواقع التواصل الإجتماعي حول سيارة كلاسيكية فريدة من نوعها.

فقد عُرضت مؤخرًا للبيع سيارة من طراز بويك SUPER موديل 1950، مع تأكيد مالكها الحالي أنها كانت مملوكة للنجم الأسمر قبل أن تنتقل ملكيتها إلى والده الذي ورثها عنه.
هذا العرض أثار العديد من التساؤلات : هل تستحق هذه السيارة هذا الثمن؟ وما هي أبرز مميزاتها وعيوبها؟ في هذا المقال، نُلقي الضوء على كافة التفاصيل المتعلقة بها.
مواصفات سيارة الماضي العريقة
تُعد سيارة بويك SUPER موديل 1950 تحفة فنية من الطراز الأمريكي الكلاسيكي، وتأتي بتصميم سيدان جذاب وأنيق.
يبلغ طولها الإجمالي 5.182 ملم وعرضها 2.032 ملم، بينما يرتفع هيكلها عن الأرض بمسافة 170 ملم. أما من حيث الوزن، فهي ثقيلة نسبيًا، حيث يصل وزنها إلى 1780 كجم.



تتميز مقدمتها بشبكة تهوية معدنية لامعة وإكصدام ضخم من الكروم، بالإضافة إلى مقابض أبواب خارجية بلون مختلف عن لون السيارة. من الخلف، تحتوي السيارة على مصابيح كلاسيكية وصندوق أمتعة كبير بسعة 500 لتر.
على الصعيد الميكانيكي، تعتمد السيارة على محرك ثنائي الأسطوانات (2 سلندر) بسعة 4000 سي سي، متصل بناقل حركة يدوي بثلاث سرعات.
يُنتج المحرك قوة 112 حصانًا وعزم دوران أقصى يبلغ 273 نيوتن متر.
ورغم هذه المواصفات، فإن تسارعها من الصفر إلى 100 كم/ساعة يستغرق 24 ثانية، بينما تبلغ سرعتها القصوى 136 كم/ساعة.
الجدير بالذكر أن إستهلاكها للوقود مرتفع، حيث يصل إلى 16 لترًا لكل 100 كيلومتر، مع سعة خزان وقود تبلغ 72 لترًا.
المميزات : قيمة تاريخية وقوة لاتُقهر
تتمتع سيارة بويك بمجموعة من المزايا التي تجعلها خيارًا جذابًا لهواة السيارات القديمة.
أولاً وقبل كل شيء، تُعتبر قيمة تاريخية لا تُقدر بثمن، خاصة مع إرتباط إسمها بنجم كبير مثل رشدي أباظة.
كما أنها تتميز بقوة هيكلها، حيث أن صاجها وإكصداماتها متينة جدًا وتتحمل الصدمات.
إلى جانب ذلك، يُعتبر إستهلاكها للبنزين “جيدًا” مقارنة ببعض السيارات القديمة الأخرى، وثباتها على الطرق السريعة وفي المنعطفات يُعد مقبولًا.
أما مقصورتها الداخلية، فهي واسعة وتستوعب عددًا كبيرًا من الركاب، كما أن صندوق الأمتعة الخلفي كبير ويتسع للعديد من الحقائب.
العيوب : تحديات العصر الحديث
لكن، لكل سيارة عيوب، وفي حالة بويك 1950، فإن هذه العيوب تُظهر مدى الفجوة بين الماضي والحاضر.
أبرز التحديات هي صعوبة الحصول على قطع غيارها وإرتفاع تكاليف صيانتها، والتي تتطلب فنيًا متخصصًا في السيارات الأمريكية القديمة.
يُضاف إلى ذلك أن صوت محركها مرتفع، والعزل الصوتي داخل المقصورة ليس كافيًا.
حجمها الكبير أيضًا يجعل من الصعب ركنها أو السير بها في الشوارع الضيقة. أما من حيث الأمان والرفاهية، فإنها تفتقر تمامًا إلى أنظمة الأمان الحديثة مثل الوسائد الهوائية، أحزمة الأمان المتطورة، فرامل ABS، أو نظام الثبات الإلكتروني ESP.
كما أنها لا تحتوي على أي من الكماليات التي تُعتبر أساسية في سيارات اليوم، مثل التكييف، النوافذ الكهربائية، شاشة معلومات، أو حتى نظام صوتي حديث.
السعر والمنافسون : هل الثمن مُبرر؟
يطلب مالك السيارة الحالي ربع مليون جنيه مصري، ويرفض أي تخفيض في السعر، مُبررًا ذلك بقيمتها التاريخية وإرتباطها بالفنان الراحل.
لكن، هذا السعر يُعد مرتفعًا للغاية بالنسبة لسيارة بهذا العمر وتلك الإمكانيات.
للمقارنة، يمكن بهذا المبلغ إقتناء سيارات أحدث وأكثر عملية في سوق المستعمل، مثل شيفروليه لانوس موديل 2019، أو شيري إنفي 2018، أو هيونداي فيرنا 2011، أو حتى سيارات أوروبية أقدم مثل أوبل أسترا 2008 أو سكودا أوكتافيا A4 2001.
كل هذه السيارات تُقدم مواصفات أمان ورفاهية وأداء أفضل بكثير، كما أن قطع غيارها متوفرة وسهلة الصيانة.
كلمة أخيرة : القرار في يدك
في النهاية، قرار شراء هذه السيارة يعتمد بشكل كُلي على هدف المُشتري. إذا كنت من هواة السيارات الكلاسيكية وتبحث عن قطعة فريدة ذات قيمة تاريخية لا تُقدر بثمن، ولديك القدرة على تحمل تكاليف صيانتها وتطويرها، فإن هذه الـ بويك قد تكون فرصة جيدة لك. فمع مرور الزمن، قد يزداد سعرها كقطعة فنية نادرة.
أما إذا كنت تبحث عن وسيلة نقل عملية، آمنة، وذات كفاءة عالية في الإستخدام اليومي، فإن الخيارات الأحدث والأفضل المذكورة سابقًا ستكون بلاشك أكثر ملاءمة لإحتياجاتك.














