هل الحشيش حلال أم حرام ؟ تصريحات سعاد صالح تثير الجدل

إسلاميات

استمع الي المقالة
0:00

جدل فقهي : هل الحشيش حلال أم حرام ؟ تصريحات سعاد صالح تثير عاصفة ورد حاسم من دار الإفتاء

أثارت تصريحات الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، جدلاً واسعاً وضجة كبيرة عبر منصات التواصل الإجتماعي في الأيام الماضية.

جاء ذلك بعد قولها إن “تدخين الحشيش لا يذهب العقل مثل الخمر، ولا يوجد نص قرآني يحرم تناول الحشيش، ولكن يقاس بالخمور“.

هذه التصريحات قوبلت بموجة غضب عارمة بين المتابعين والرأي العام، مما دفع المؤسسات الدينية للرد بشكل قاطع وحاسم لتوضيح الموقف الشرعي.

دار الإفتاء المصرية تحسم الجدل : المخدرات محرمة شرعاً

هل الحشيش حلال أم حرام .. في خطوة سريعة وحاسمة، أصدرت دار الإفتاء المصرية بياناً واضحاً تعليقاً على هذا الجدل، مؤكدة على حرمة تعاطي المخدرات بكافة أشكالها وأنواعها.

وفي فتوى سابقة منشورة على موقعها الرسمي، شددت الدار على أن تعاطي المخدرات، ومنها الحشيش، يُعد محرمًا شرعًا، سواء كان التعاطي عن طريق الشرب أو الشم أو الحقن.

ويعود هذا التحريم الصريح إلى ما تسببه هذه المواد من إفساد للعقل وضرر بالغ بالنفس والبدن.

وأوضحت دار الإفتاء أن الشريعة الإسلامية تهدف إلى حفظ المقاصد الكلية الخمسة، وهي النفس والعقل والمال والدين والنسل.

وبناءً عليه، فإن أي شيء يهدد هذه المقاصد الأساسية أو يعرضها للخطر، يعتبر محرماً.

وتأكيداً على ذلك، أشارت الدار إلى أن الإسلام حرّم كل ما يفسد العقل ويهلك الإنسان، وهو ما ينطبق تماماً على المخدرات.

أدلة شرعية قاطعة على تحريم الحشيش

لتعضيد موقفها الشرعي، إستشهدت دار الإفتاء المصرية بعدد من النصوص الشرعية الواضحة.

فمن القرآن الكريم، إستدلت بقوله تعالى: “ولا تُلقوا بأيديكم إلى التهلكة” [البقرة: 195]، التي تدعو إلى حفظ النفس من كل مكروه ومهلكة.

أما من السنة النبوية الشريفة، فقد إستشهدت الدار بحديث أم سلمة رضي الله عنها، حيث قالت: “نهى رسول الله ﷺ عن كل مسكر ومفتر“.

وأكدت دار الإفتاء أن الحشيش يدخل بشكل قاطع تحت هذا النهي النبوي، وذلك لأنه يوصف بأنه “مفتر” ومغيّب للعقل.

علاوة على ذلك، نقل الإمام البدر العيني إجماع المتأخرين من الفقهاء على تحريم الحشيش، مما يؤكد على عدم وجود خلاف فقهي معتبر في هذه المسألة.

تصريحات سابقة للدكتورة سعاد صالح تثير الجدل

في سياق متصل، لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تثير فيها الدكتورة سعاد صالح الجدل بتصريحاتها الفقهية.

ففي أوقات سابقة، كانت قد أفتت بـجواز ترقيع غشاء البكارة من باب الستر على الفتاة، وهي فتوى أثارت أيضاً نقاشاً واسعاً.

كما تحدثت عن حياتها الشخصية، مشيرة إلى أن زوجها كان بعيداً عن الصلاة وله علاقات نسائية كثيرة، ومؤكدة أن “للرجل التعدد إذا إمتلك شهوة قوية“.

وقد تطرقت الدكتورة سعاد صالح أيضاً إلى مسائل فقهية أخرى أثارت ردود فعل متباينة، منها هجومها على الدكتور سعد الدين الهلالي وتحميله مسؤولية تصريحاته، ورفضها وصف الإعلامي إبراهيم عيسى بـ”الفقهي” من قريب أو بعيد.

كما أكدت أن القوامة “تسقط عن الرجل إذا أخل بواجباته“، وقالت إن “النامص والمتنصمة ليسا ملعونين كما يدّعي البعض“.

تؤكد هذه الواقعة على أهمية الرجوع إلى المؤسسات الدينية الرسمية والموثوقة، مثل دار الإفتاء المصرية، للحصول على الفتاوى الشرعية الصحيحة والمبنية على أدلة قوية من الكتاب والسنة وإجماع العلماء، وذلك لتجنب اللبس والوقوع في الأخطاء الشرعية.