الخمول ليس نعمة “سام” يكشف المستقبل المُرعب لأجسادنا المستقرة
أصبحت ثقافة الراحة السائدة في عصرنا تدفعنا نحو نمط حياة يغلب عليه الخمول وقلة الحركة.
فمن طلب الطعام بسهولة إلى عقد الإجتماعات والتواصل مع الأصدقاء يتم كل ذلك غالبًا ونحن جالسون على الأريكة.
ومع ذلك قد يكون هذا النمط الحياتي أكثر خطورة على صحتنا مما نتخيل.
لتسليط الضوء على هذه الأزمة الصامتة ومخاطر الخمول إبتكر فريق تطبيق المشي “WeWard” نموذجًا فريدًا ومرعبًا يُجسد هذه المخاطر.
“سام” صورة مروعة للإنسان قليل الحركة
لطالما حذّر الأطباء من مخاطر الحياة المستقرة ولكن فريق “WeWard” أخذ هذا التحذير إلى مستوى جديد بإبتكاره نموذجًا يُدعى “سام”.
يُظهر هذا النموذج الشكل المتوقع للإنسان الذي يعتمد على قلة الحركة بحلول عام 2050.
يتميز “سام” بملامح صادمة ومُقلقة فهو يمتلك
- عينين غائرتين وبشرة باهتة.
- قدمين متورمتين.
- ما يُعرف بـ “الرقبة التقنية”.
إن “سام” يُقدم صورة مروعة وحاسمة للتأثير السلبي طويل المدى للجلوس المفرط وإستخدام الشاشات على الجسم.
وفي هذا السياق علّق فريق “WeWard” في مدونته قائلاً : “إذا كنت تبحث عن شيء مخيف في عيد الهالوين هذا فما عليك سوى النظر إلى ما قد يكون عليه مستقبلنا إذا إستمررنا في إعطاء الراحة أهمية أكبر من الحركة اليومية”.
علاوة على ذلك أكد الفريق أن “نموذج ‘سام’ يظهر بدعم من الأبحاث الطبية التأثير البدني طويل المدى والمخاطر الصحية الناتجة عن حياة تتسم بقلة الحركة والإفراط في إستخدام الشاشات”.
المخاطر الصحية الكبرى للراحة المفرطة وقلة الحركة
الخمول ليس نعمة فقد تتجاوز آثار الخمول مجرد الشعور بالكسل إذ تؤدي إلى مجموعة من المشاكل الصحية الخطيرة التي تُهدد جودة الحياة على المدى الطويل.
وفيما يلي أبرز هذه المخاطر الصحية التي يواجها “الإنسان الخامل”
1. زيادة الوزن ومشاكل الأيض (التمثيل الغذائي)
يُقلل الكسل بشكل كبير من معدل حرق السعرات الحرارية مما يُبطئ عملية الأيض.
وبالتالي تُخزَّن الطاقة غير المُستخدمة على شكل دهون خاصة حول منطقة البطن.
وهذا بدوره يزيد من خطر الإصابة بالسمنة والسكري وأمراض القلب.
2. وضعية الجسم السيئة وظاهرة “رقبة التكنولوجيا”
يُسبب الجلوس الطويل والمُتكرر أمام الشاشات إنحناءً غير طبيعي للرأس والجزء العلوي من الظهر.
هذه الحالة المعروفة بإسم “رقبة التكنولوجيا” تُفضي إلى آلام مزمنة في الرقبة والكتفين وصعوبة في الحفاظ على الوضعية الصحيحة للجسم.
3. تصلب والتهاب المفاصل
من جهة أخرى يؤدي غياب الحركة المنتظمة إلى تقليل ليونة المفاصل وجعلها مُتصلبة خاصة في منطقتي الركبتين والوركين.
ومع مرور الوقت يزيد هذا التصلب من إحتمال الإصابة بإلتهاب المفاصل التنكسي.
4. مشاكل الدورة الدموية (تورم الكاحلين والدوالي)
الجلوس لفترات طويلة يُبطئ تدفق الدم في الأطراف السفلية مما ينتج عنه تراكم للسوائل في القدمين والكاحلين ويُسبب التورم وظهور الدوالي.
وفي الحالات الأكثر خطورة يرتفع خطر تكوّن الجلطات الدموية.
5. الشيخوخة المبكرة ومشاكل الجلد
يُشير الخبراء إلى أن التعرض المستمر للضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة الرقمية قد يُسرّع علامات الشيخوخة وفرط تصبغ الجلد.
بالإضافة إلى ذلك يؤدي ضعف الدورة الدموية إلى تقليل وصول المُغذيات اللازمة إلى الجلد الأمر الذي يفاقم الأكزيما ويُسبب شحوب البشرة وظهور الهالات السوداء حول العينين.
6. تساقط الشعر ومشاكل العين
يُقلل الإجهاد المزمن وضعف الدورة الدموية من وصول الأكسجين والمُغذيات إلى فروة الرأس وهذا يُضعف بصيلات الشعر ويُسرّع تساقطه.
وفي الوقت نفسه يؤدي التركيز الطويل على الشاشات إلى ظاهرة إجهاد العين الرقمي التي تتمثل في جفاف العين وإحمرارها وتشوش الرؤية والصداع.
الآثار النفسية والمخاطر الشاملة
أخيرًا لا تقتصر آثار الخمول على الجانب البدني فحسب بل تمتد لتشمل الجانب النفسي والصحي الشامل.
تشمل الآثار الأخرى المُحتملة لقلة الحركة
- زيادة التوتر والقلق وأعراض الإكتئاب.
- إرتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.
- زيادة إحتمالية الإصابة بأمراض القلب السكري وإرتفاع ضغط الدم.
الخلاصة
يُعد نموذج “سام” بمثابة جرس إنذار قوي يدعونا إلى إعادة التفكير في عاداتنا اليومية وإعطاء الأولوية للحركة على حساب الراحة المُطلقة
وذلك لتجنب مستقبل صحي يتسم بالإعتلال والمرض.














