كيف تحافظ على صلاة الفجر .. نصائح دار الإفتاء لمن ينام عن صلاة الفجر : طريقك إلى بركة الوقت وثواب العبادة
صلاة الفجر ركن عظيم في الإسلام، ولها فضل وثواب كبيران، فهي تطرح البركة في الرزق، وتُعدّ من أثقل الصلوات على المنافقين.
ومع ذلك، يواجه الكثيرون تحدي الإستيقاظ لأدائها في وقتها، مما يدفعهم للتساؤل عن السبل التي تُعينهم على المحافظة عليها لينالوا فضلها العظيم.
في هذا المقال، نستعرض كيف تحافظ على صلاة الفجر وكذلك نصائح وتوجيهات دار الإفتاء المصرية لكل من يغلبه النوم عن صلاة الفجر، وكيفية ضمان أداء هذه الفريضة الهامة.
أهمية صلاة الفجر ومكانتها في الإسلام
تؤكد الشريعة الإسلامية على ضرورة المحافظة على الصلوات في أوقاتها، والأخذ بالأسباب المعينة على ذلك.
وقد أشار الشيخ عويضة عثمان، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، إلى قوله تعالى : “إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا”، مما يدل على فرضيتها ووجوب أدائها في وقتها المحدد.
فضلًا عن ذلك، فقد أجزل الله العطاء والثواب لمن صلى العشاء والصبح في جماعة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم : “من صلى العشاء في الجماعة فكأنما قام نصف الليل..
ومن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله” رواه مسلم.
هذا يؤكد على الأجر العظيم الذي ينتظر من يحافظ على هاتين الصلاتين.
حكم تأخير صلاة الفجر بسبب النوم وتوجيهات دار الإفتاء
توضح دار الإفتاء أنه ينبغي على المسلم أن يجاهد نفسه وأن يكون حريصًا على أداء الصلاة في وقتها وفي جماعة، فهذا هو الأحسن والأفضل.
فإذا كان الإنسان مستيقظًا وسمع أذان الفجر، وجب عليه النهوض للصلاة في وقتها، ويأثم إذا خرج وقتها دون أدائها.
في هذه الحالة، عليه التوبة والعزم الصادق مع كثرة الإستغفار على عدم العودة إلى مثل هذا الفعل مرة ثانية.
أما إذا نام المسلم عن صلاة الفجر غير متعمد فواتها، ولم يجد من يوقظه لأدائها، فلا حرج عليه في ذلك. في هذه الحالة، عليه الإسراع إلى أداء الصلاة فور إستيقاظه من نومه.
يؤيد هذا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: “مَنْ نَسِيَ صَلَاةً، أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا” رواه مسلم.
وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم العذر لمن غلبه النوم طبعًا أو جهدًا، مستشهدًا بما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه في قصة حديث صفوان بن المعطل رضي الله عنه
وفيه قوله للنبي صلى الله عليه وسلم: “فَإِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ قَدْ عُرِفَ لَنَا ذَاكَ لاَ نَكَادُ نَسْتَيْقِظُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ”، فرد عليه صلى الله عليه وسلم: “فَإِذَا اسْتَيْقَظْتَ فَصَلِّ” رواه أبو داود.
خطوات عملية لضمان الإستيقاظ لصلاة الفجر
يتساءل الكثيرون عن الأسباب العملية التي تعينهم على الاستيقاظ لصلاة الفجر، خاصة أولئك الذين يعانون من النوم الثقيل.
والجواب يكمن في خطوات بسيطة وفعّالة :
النوم مبكرًا : يُعدّ النوم الكافي والمبكر من أهم العوامل المساعدة على الإستيقاظ بنشاط لأداء الصلاة في وقتها.
عقد العزيمة والنية الصادقة : قبل النوم، يجب أن يعقد المسلم النية الصادقة والعزيمة على الإستيقاظ لأداء صلاة الفجر.
صدق النية مع الله من أهم المعينات التي تُحقق الغرض، فكثيرًا ما يجد الإنسان نفسه يستيقظ قبل موعد المنبه بدقائق إذا كانت نيته صادقة.
هذا يتوافق مع الدراسات العلمية التي أثبتت وجود ساعة بيولوجية في المخ مسئولة عن الإستيقاظ طالما أن الشخص قد تأهب وعقد النية على أمر ما.
الإستعانة بالله : تذكر دائمًا أن من يصلي صلاة الصبح هو “في ذمة الله”، كما ورد في الحديث الشريف : “من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء
فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه، ثم يكبه في نار جهنم” رواه مسلم. هذا يُعد حافزًا قويًا للمسلم للإستيقاظ.
آيات قرآنية تساعد على الإستيقاظ لصلاة الفجر
لمن يغلبه النوم ويرغب في الإستيقاظ لصلاة الفجر، يُنصح بقراءة خواتيم سورة الكهف قبل النوم.
هذه الآيات هي: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا * خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا * قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا *
قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا”.
بعد قراءة هذه الآيات، يُنصح بقول الدعاء: “اللهم أرسل لي من يوقظني لصلاة الفجر”.
بفضل الله، إذا قُرئت هذه الآيات بيقين وصدق وإخلاص وحسن قصد وتوكل على الله، فإنه سبحانه سيرسل لهذا العبد ملكًا من السماء يوقظه لصلاة الفجر.
في الختام إن المحافظة على صلاة الفجر تتطلب العزيمة الصادقة، الأخذ بالأسباب، والتوكل على الله. بإتباع هذه النصائح والتوجيهات من دار الإفتاء، يمكن للمسلم أن ينعم ببركة هذه الصلاة العظيمة وينال ثوابها الجزيل.