5 ساعات على الموبايل تُصيب شابًا بـ “متلازمة الرأس المتدلي” .. تفاصيل القصة
في عصرنا الحالي، أصبح الهاتف المحمول جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية.
ومع ذلك، فإن الإفراط في إستخدامه قد يؤدي إلى عواقب صحية وخيمة
وهو ما تجسد في قصة شاب أُصيب بما يُعرف بـ “متلازمة الرأس المتدلي” نتيجة إستخدامه المفرط للهاتف لمدة خمس ساعات متواصلة.
هذه الحالة تُسلط الضوء على ضرورة الوعي بالمخاطر الصحية المحتملة للإستخدام غير الصحي للهواتف الذكية وكيفية الوقاية منها.
تفاصيل الواقعة : ساعات طويلة من التحديق تُحدث الضرر
بحسب التقارير الواردة، فإن الشاب، الذي لم يتم الكشف عن هويته، أمضى نحو خمس ساعات متواصلة في إستخدام هاتفه المحمول.
ونتيجة لهذا الإستخدام المطول، بدأ يعاني من آلام حادة في الرقبة والكتفين، بالإضافة إلى صعوبة في رفع رأسه بشكل طبيعي.
وبعد الفحص الطبي، شُخصت حالته بـ “متلازمة الرأس المتدلي”، وهي حالة تنتج عن الإجهاد المستمر لعضلات الرقبة والعمود الفقري العلوي بسبب الوضعية الخاطئة أثناء إستخدام الأجهزة الذكية.
“متلازمة الرأس المتدلي”: ما هي وكيف تحدث؟
تُعرف “متلازمة الرأس المتدلي” أيضًا بإسم “الرقبة النصية” أو “Text Neck”.
وتحدث نتيجة الإنحناء المتكرر للرأس إلى الأمام لفترات طويلة عند إستخدام الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية.
هذا الوضع يضع ضغطًا هائلاً على عضلات الرقبة والفقرات العنقية، حيث يُقدر أن إنحناء الرأس بزاوية 60 درجة يضع وزنًا يعادل 27 كيلوغرامًا على الرقبة.
ومع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي هذا الضغط المستمر إلى التهابات مزمنة، وتشنجات عضلية، وتصلب في الرقبة والكتفين، وحتى إنزلاق غضروفي في بعض الحالات.
مخاطر أخرى للإستخدام المفرط للهواتف الذكية:
بالإضافة إلى “متلازمة الرأس المتدلي”، يحمل الإستخدام المفرط للهواتف الذكية العديد من المخاطر الصحية الأخرى.
فعلى سبيل المثال، يمكن أن يؤدي إلى إجهاد العين وجفافها، ومشاكل في النوم نتيجة التعرض للضوء الأزرق المنبعث من الشاشات قبل النوم
وزيادة الشعور بالقلق والتوتر، بالإضافة إلى تأثيره السلبي على العلاقات الإجتماعية والتواصل الحقيقي مع الآخرين.
علاوة على ذلك، قد يزيد الإستخدام المفرط من خطر الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي في اليد والمعصم.
كيفية الوقاية من “متلازمة الرأس المتدلي” والمخاطر الأخرى
لتجنب “متلازمة الرأس المتدلي” والمخاطر الصحية الأخرى المرتبطة بالإستخدام المفرط للهواتف الذكية، من الضروري إتباع بعض الإرشادات الهامة.
أولاً، يجب الحرص على رفع الهاتف إلى مستوى العين قدر الإمكان لتقليل إنحناء الرقبة.
ثانيًا، يُنصح بأخذ فترات راحة منتظمة كل 20-30 دقيقة لتحريك الرقبة والكتفين.
ثالثًا، يمكن ممارسة بعض التمارين البسيطة لتقوية عضلات الرقبة والكتفين.
بالإضافة إلى ذلك، يجب الإنتباه إلى مدة إستخدام الهاتف وتقليلها قدر الإمكان، خاصة قبل النوم.
أخيرًا، من المهم تخصيص وقت للتواصل الإجتماعي الحقيقي والأنشطة الأخرى التي لا تتطلب إستخدام الأجهزة الذكية.
الخلاصة
إن قصة هذا الشاب تُعد بمثابة تذكير قوي بأهمية الإستخدام الواعي والمتوازن للهواتف الذكية.
فبينما توفر لنا هذه الأجهزة العديد من الفوائد، فإن الإفراط في إستخدامها وإهمال الوضعيات الصحيحة
يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة مثل “متلازمة الرأس المتدلي”. لذا، من الضروري تبني عادات إستخدام صحية لحماية صحتنا وسلامتنا على المدى الطويل.