في خطوة طبية تُعد من أبرز الاكتشافات في مجال العناية بالشعر، أعلن فريق بحثي دولي عن تطوير علاج جيني جديد لتساقط الشعر قادر على تحفيز نمو بصيلات الشعر بشكل فعّال ودائم. وقد نشرت النتائج الأولية في مجلة Nature Medicine، مشيرة إلى أن العلاج يعتمد على تعديل مسار جزيئي محدد مرتبط بعملية نمو الشعر.
كيف يعمل العلاج؟
العلاج الجديد يستهدف جين FGF5 المسؤول عن مرحلة توقف نمو الشعر (الطور الكاتي) ويعيد تفعيله بطريقة طبيعية، مما يسمح لبصيلات الشعر بالدخول مجددًا في مرحلة النمو. وقد أظهرت التجارب على الفئران والبشر أن العلاج يمكن أن يحفز نمو الشعر في مناطق الصلع الوراثي بنسبة تصل إلى 80% خلال 12 أسبوعًا، وهو معدل غير مسبوق مقارنة بالعلاجات التقليدية مثل المينوكسيديل أو فيناسترايد.
الآمان والفعالية
أكد الباحثون أن العلاج الجديد آمن على المدى الطويل، حيث لم تُسجل أي آثار جانبية خطيرة خلال التجارب السريرية الأولى. كما أوضحت الدراسة أن استخدامه قد يكون مناسبًا لجميع الفئات العمرية تقريبًا، ما يجعله أكثر شمولية من العلاجات الحالية التي غالبًا ما تقتصر على الرجال فقط.
تطبيقات مستقبلية
لا يقتصر استخدام العلاج على علاج الصلع الوراثي فقط، بل يمكن أن يمتد لمشاكل تساقط الشعر الناتجة عن الإجهاد أو أمراض المناعة الذاتية مثل الثعلبة البقعية. كما أشار الفريق البحثي إلى إمكانية دمجه مع تقنيات العلاج بالخلايا الجذعية لتعزيز النتائج، خصوصًا في حالات فقدان الشعر الكثيف أو المزمن.
ردود أفعال السوق والصناعة
توقع خبراء صناعة مستحضرات التجميل والأدوية أن هذا الاكتشاف سيحدث ثورة في سوق منتجات العناية بالشعر الذي يُقدر حجمه حاليًا بأكثر من 90 مليار دولار عالميًا. شركات مثل Pfizer و Johnson & Johnson بدأت بالفعل في دراسة سبل الشراكة لتسريع عملية تطوير العلاج وطرحه تجاريًا.
التحديات المستقبلية
رغم النتائج الواعدة، هناك تحديات مرتبطة بتكلفة العلاج، إذ من المتوقع أن تكون مرتفعة في البداية بسبب التقنية الجينية المعقدة. كما أن الحصول على موافقات الهيئات التنظيمية مثل FDA و EMA قد يستغرق سنوات، ما يعني أن السوق قد لا يشهد طرحه التجاري قبل 2027 على أقل تقدير.
التأثير النفسي والاجتماعي
من الناحية النفسية، يُتوقع أن يسهم العلاج الجديد في تحسين الثقة بالنفس لدى كثير من الأشخاص الذين يعانون من مشاكل تساقط الشعر، خصوصًا أن الصلع قد يؤثر على الصورة الذاتية والعلاقات الاجتماعية.
العلاج الجيني الجديد يمثل خطوة كبيرة نحو علاج دائم لتساقط الشعر، ويؤكد الدور المتزايد للطب الجيني والتقنيات الحديثة في تحسين جودة حياة الإنسان. كما يفتح الباب أمام أبحاث مستقبلية أكثر تقدّمًا لعلاج مشاكل الشعر والبشرة الأخرى بطريقة دقيقة وآمنة.














