وداعاً للكرش والسكري : الصيامُ المتقطع سِرُّ الأطباء لتفجير دهون الأحشاء

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

وداعاً للكرش والسكري : الصيامُ المتقطع سِرُّ الأطباء لتفجير دهون الأحشاء

حدّد الدكتور براديب جامناداس، وهو طبيب قلب تداخلي، الصيام كأسرع وأكثر الطرق فعالية لإستهداف الدهون الحشوية، التي تُعرف بالعامية بإسم “الكرش”.

وتُشكل هذه الدهون العميقة المحيطة بالأعضاء الحيوية، مثل الكبد والبنكرياس، خطراً جسيماً على الصحة، حيث ترتبط بزيادة إحتمالية الإصابة بالسكري وأمراض القلب والسكتة الدماغية.

مخاطر الدهون الحشوية والأنسولين المرتفع

تُعدّ الدهون الحشوية ضارة بشكل خاص لأنها تلتف حول الأعضاء الداخلية وتحفز الإلتهاب، مما يجعلها عاملاً رئيسياً في أمراض القلب والأوعية الدموية.

وفي هذا السياق، يوضح الدكتور جامناداس أن السبب الجذري لتراكم هذه الدهون يكمن في الإفراط في تناول السكر، الذي يرفع مستويات الأنسولين في الجسم.

وبالتفصيل، يؤدي التناول المتكرر للأطعمة الغنية بـالغلوكوز إلى تحفيز البنكرياس على إنتاج الأنسولين بإستمرار .

وعندما يبقى تناول الغلوكوز ثابتاً، تظل مستويات الأنسولين مرتفعة بشكل مزمن، مما يخلق بيئة أيضية تُعزز تخزين الدهون ويُمكن أن تؤدي إلى مقاومة الأنسولين.

ونتيجة لذلك، يُخزن الكبد الغلوكوز الزائد على شكل دهون، مما يسبب الكبد الدهني، ويُنتج الجسم دهوناً جديدة تتراكم حول الأعضاء الداخلية، لتساهم في تراكم الدهون الحشوية الخطيرة.

الصيام كإستراتيجية علمية لإستهداف دهون البطن

وداعاً للكرش والسكري .. يُسلط الدكتور جامناداس الضوء على أن الصيام هو إستراتيجية فعالة للغاية لإستهداف هذه الدهون الخطيرة .

فخلافاً لتقليل السعرات الحرارية البسيط، الذي قد يُبطئ عملية الأيض ويؤدي إلى فقدان الدهون والعضلات، يحفز الصيام إستجابة فسيولوجية فريدة.

وبشكل أساسي، عند الصيام، تنخفض مستويات الأنسولين لعدم وجود غلوكوز يُحفز إفرازه. يسمح هذا الإنخفاض للجسم بالوصول إلى الدهون المخزنة كمصدر للطاقة بدلاً من الإعتماد على الغلوكوز المستمد من الطعام.

إضافة إلى ذلك، بعد مرور الـ12 ساعة الأولى من الصيام التي يُستخدم فيها الغلوكوز المخزن (الغليكوجين)، يبدأ الجسم في حشد إحتياطيات الدهون، وتكون الدهون الحشوية هي أول ما يتحلل.

فاعلية الصيام المتقطع مقارنة بتقييد السعرات

تؤكد الدراسات العلمية هذا النهج؛ ففي دراسة نُشرت في المعاهد الوطنية الأميركية للصحة، قارنت بين الصيام المتقطع المصحوب بتنظيم إستهلاك البروتين وتقييد السعرات الحرارية، وظهرت نتائج مُذهلة.

حيث شهدت مجموعة الصيام المتقطع إنخفاضاً بنسبة 33% في كتلة الدهون الحشوية، مقارنة بإنخفاض بنسبة 14% فقط في مجموعة تقييد السعرات الحرارية، على الرغم من تشابه مستويات إستهلاك الطاقة والنشاط البدني في كلتا المجموعتين.

فوائد الصيام الشاملة على المدى الطويل

من خلال حرق الدهون الحشوية المخزنة، لا يقتصر تأثير الصيام على تقليل محيط البطن فحسب، بل يتجاوز ذلك ليُقلل الإلتهابات ويُحسن حساسية الأنسولين.

وبناءً على ذلك، يساعد هذا التأثير المزدوج على تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب، والسكري، ودهون الكبد، مع تعزيز الصحة الأيضية العامة.

إذًا، يمكن للصيام، عند دمجه مع نظام غذائي متوازن وتقليل تناول السكر، أن يحسن الصحة الأيضية بسرعة ويقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، مما يوفر نهجاً هادفاً وفعالاً لتحقيق بنية جسم صحية وحيوية على المدى الطويل.