النظام الجديد للمتحف المصري الكبير (GEM): الحجز المسبق لضمان تجربة زيارة استثنائية
يُعد المتحف المصري الكبير (GEM) ليس مجرد صرح ثقافي، بل هو أحد أكبر المتاحف المخصصة لحضارة واحدة في العالم، وبوابة العبور نحو التاريخ المصري القديم. ومع تزايد الإقبال غير المسبوق من الزوار من جميع أنحاء العالم والمصريين على حد سواء بعد افتتاحه، خاصة في عطلات نهاية الأسبوع، أصبح من الضروري اتخاذ إجراءات تنظيمية تضمن استدامة جودة تجربة الزيارة. وفي هذا الإطار، أعلنت إدارة المتحف عن تطبيق نظام جديد يعتمد على الحجز المسبق للتذاكر بمواعيد زمنية محددة.
الهدف: تنظيم التدفق ورفع كفاءة الخدمة
يأتي قرار تطبيق نظام الحجز المسبق، والذي بدأ العمل به تدريجياً، ليعكس حرص وزارة السياحة والآثار على تطوير منظومة الخدمات وتحسين تجربة الزائر. فالهدف الأساسي ليس مجرد تقييد الدخول، بل هو تنظيم حركة الزوار لضمان انسيابية الدخول والخروج ومنع الازدحام الذي قد يؤثر سلباً على راحة الزائر وسلامة المعروضات.
انسيابية الدخول: يضمن النظام الجديد تحديد سعة استيعابية لكل فترة زمنية، مما يمنع تكدس الزوار عند البوابات وشبابيك التذاكر، ويقلل من أوقات الانتظار المملة.
جودة التجربة: عندما يكون عدد الزوار داخل القاعات محدوداً ومنظماً، يصبح بإمكان كل زائر التمتع بالمعروضات الأثرية الهائلة، مثل كنوز توت عنخ آمون، بعمق وهدوء أكبر، مما يعزز القيمة الثقافية للزيارة.
الأمان والحماية: يساهم النظام في توفير بيئة أكثر أماناً، سواء للزوار أو للقطع الأثرية النادرة المعروضة، حيث يسهل على الأمن إدارة تدفق الحشود في حال الطوارئ.
التحول الرقمي والحجز الحصري
التطور الأبرز في هذا النظام هو التوجه نحو التحول الرقمي الكامل. أعلنت إدارة المتحف أنه اعتبارًا من 1 ديسمبر 2025، سيتم اعتماد الحجز الإلكتروني الحصري لتذاكر زيارة المتحف طوال أيام الأسبوع، بما في ذلك الإجازات الرسمية. وهذا يعني توقف بيع التذاكر عبر منافذ البيع المباشر (الشباك) حتى إشعار آخر.
آلية الحجز:
يتم الحجز عبر الموقع الرسمي للمتحف (www.gem.eg).
يجب على الزائر اختيار التاريخ وتوقيت الزيارة المحدد مسبقاً.
يجب على الزوار الالتزام بالمواعيد الزمنية الواردة في التذاكر لضمان الدخول السلس.
رسالة واضحة نحو العالمية
إن تطبيق مثل هذا النظام لا يعكس فقط التزام الإدارة بتحسين الخدمة للمواطنين والمقيمين، بل يؤكد على المكانة المرموقة للمتحف المصري الكبير كأحد أبرز الصروح الثقافية العالمية. حيث إن نظام الحجز المسبق وفق مواعيد زمنية هو المعيار المتبع في المتاحف الكبرى عالمياً مثل اللوفر والمتحف البريطاني، لضمان أعلى مستويات التنظيم والكفاءة والرضا للزوار. هذا التغيير هو خطوة استباقية وضرورية للتعامل مع الزيادة المتوقعة في عدد السياح بعد الافتتاح الكبير.
