من عامل مطعم إلى ملياردير عالمي محمد منصور الذي لا يعرفه كثيرون

مشاهير

استمع الي المقالة
0:00

رحلة كفاح وإصرار : من عامل مطعم إلى ملياردير عالمي محمد منصور الذي لا يعرفه كثيرون

محمد لطفي منصور رجل أعمال مصري يسطر اسمه بحروف من ذهب في قائمة أثرياء العالم لكن قصته ليست مجرد نجاح مالي بل هي قصة صمود إنساني في وجه تحديات قاسية بدءًا من الإعتماد على الذات في مرحلة الشباب مروراً بمواجهة مرض السرطان وصولاً إلى تأسيس إمبراطورية إقتصادية ومؤسسات تنموية.

هذه الكلمات تلخص جزءًا من مسيرة كفاحه التي تحمل الكثير من الدروس في الصبر والإيمان.

بداية متواضعة وعمل مضنٍ في لندن

من عامل مطعم إلى ملياردير فعلى الرغم من إنتمائه إلى عائلة ثرية إضطر محمد منصور في بدايات حياته للنزول إلى معترك الحياة والإعتماد على نفسه بشكل كامل بعدما فقد السند المالي.

وهكذا وجد الشاب نفسه يعمل عاملًا في أحد مطاعم لندن.

يتذكر منصور تلك الفترة القاسية موضحًا أنه لم يكن يمتلك أي موارد سوى “البقشيش” الذي كان يسدد به ديونه ويؤمن طعامه بالكاد.

هذه التجربة الصعبة لم تحبطه بل كانت نقطة تحول حيث قرر إستكمال دراسته العليا معتمدًا على ما جناه بجهده الخاص. وبمرور الوقت إستعادت حياته توازنها تدريجياً.

الصدمة الكبرى : مواجهة السرطان في ريعان الشباب

لم تدم فترة التحسن طويلًا فبينما كانت الأمور تسير نحو الأفضل تعرض منصور لصدمة صحية كبرى.

شعر بآلام شديدة وتم تشخيص إصابته بأورام في الكلى وهو في بدايات شبابه.

عندما أبلغه الأطباء بأن المرض سرطان شعر حينها بأنه حكم بالإعدام خاصة أن العلاج في عام 1968 كان محدودًا.

في تلك الفترة عاش منصور تجربة الوحدة والألم وهو في العشرين من عمره. على الرغم من ذلك لم يتركه إخوته إسماعيل ويوسف وإبن خالته أحمد المغربي لحظة واحدة وهو ما أكد إمتنانه له مرارًا.

الإيمان والصلابة : مكالمة الأب نقطة تحول

في بادئ الأمر لم يستوعب منصور معنى كلمة (تيومر) التي قالها الطبيب بعد إستئصال الكلى اليسرى وظن أن الأمر جيد لأنه كان يخشى سماع كلمة سرطان.

لكن الصدمة تضاعفت عندما عاد الطبيب بعد يومين ليخبره بأن الورم خبيث مما زاد من قسوة محنته وهو يعيش بعيدًا عن أهله في زمن لم تكن فيه وسائل الإتصال متاحة بسهولة.

لكن نقطة التحول الحقيقية جاءت في مكالمة من والده. إذ لاحظ والده إهتزازًا وضعفًا في صوته فصرخ فيه قائلًا إن عليه أن يقوي إيمانه بالله ويتماسك. رغم أن هذه الكلمات آلمته في حينها إلا أنها أعادته إلى وعيه وكانت سببًا رئيسيًا في صلابته وقوته فيما بعد.

خضع منصور لمتابعة طبية دقيقة لمدة خمس سنوات يجري فحصًا كل ستة أشهر.

كانت هذه الفحوص تمثل له رعبًا وتوترًا شديدًا قبلها بأسابيع لكنه تجاوز هذه المرحلة بقوة وعزيمة حتى جاء آخر فحص بنتيجة مطمئنة كانت بمثابة لحظة فرح أكدت له أنه تخطى أخطر مراحل المرض.

إنجازات إنسانية : دعم المرأة وتمكينها إقتصاديًا

بالإضافة إلى نجاحه في عالم الأعمال يعد محمد منصور من رواد العمل التنموي وذلك من خلال مؤسسة “ليد فاونديشن” التي أسسها في مصر عام 2003 بهدف دعم المرأة وتمكينها إقتصاديًا.

تحدث منصور عن دور المؤسسة في تقديم قروض لأكثر من 7 ملايين سيدة من الأسر البسيطة على مدار السنوات الماضية.

هذه القروض مكنتهن من بدء مشروعات صغيرة كشراء ماكينة خياطة أو معدات لتوليد دخل حيث أن معظمهن لم يكن بمقدورهن الحصول على قروض من البنوك التقليدية.

من الجدير بالذكر أن نسبة عدم السداد من قبل هؤلاء السيدات ضئيلة جدًا بل إن الإلتزام بالسداد كان أفضل مقارنة ببعض كبار رجال الأعمال وهو ما يجعله يشعر بالفخر بما حققته المؤسسة.

بالتأكيد هذه المبادرات ساهمت في منح الكثير من النساء فرصة لتغيير حياتهن الإقتصادية والإجتماعية بشكل ملموس.