تحول مفهوم “السياحة الفضائية” من مجرد رحلات قصيرة حول الأرض إلى تجربة إقامة فاخرة، بعد إعلان تحالف دولي يضم شركات طيران خاصة وشركات هندسة فضاء عن إطلاق مشروع “فنادق الفضاء” (Space Hotels). هذه الفنادق، التي ستتخذ شكل محطات مدارية ضخمة، تهدف إلى استضافة السياح لقضاء إجازات تمتد لأسبوعين في مدار أرضي منخفض (Low Earth Orbit – LEO). وقد تم تحديد موعد أول رحلة تجارية كاملة لمنتصف عام 2029، مما يجعل السياحة الفندقية الفضائية واقعًا قريباً وليس مجرد خيال علمي. المشروع يهدف إلى تلبية الطلب المتزايد من الأثرياء الذين يبحثون عن تجارب سياحية فريدة تتجاوز الكوكب. تصميم هذه الفنادق يركز على توفير تجربة “فندقية أرضية” قدر الإمكان، مع مراعاة بيئة انعدام الجاذبية. الفندق سيضم أجنحة فاخرة، مطاعم تقدم وجبات مُعدلة لبيئة الجاذبية الصغرى، ونوافذ بانورامية تسمح بمشاهدة كوكب الأرض بالكامل. الجانب الأكثر إثارة هو إتاحة الأنشطة الترفيهية في انعدام الجاذبية، مثل الألعاب الرياضية الطائرة وورش عمل فلكية بقيادة رواد فضاء متقاعدين. التكلفة التقديرية للإقامة لمدة أسبوع واحد في هذه الفنادق ما زالت باهظة للغاية، حيث تتجاوز 10 ملايين دولار أمريكي للشخص الواحد، مما يجعلها حاليًا حكراً على نخبة محدودة جداً. التحدي الأكبر الذي يواجه المشروع هو سلامة الركاب ونقلهم. يتطلب الأمر تطوير صواريخ ومركبات فضائية قابلة لإعادة الاستخدام بشكل كامل وأكثر أماناً وموثوقية من الجيل الحالي. كما أن الأنظمة الضرورية لدعم الحياة وإعادة تدوير المياه والهواء داخل المحطة الفضائية تحتاج إلى أن تكون على أعلى مستوى من الكفاءة والاستدامة. بالإضافة إلى التحديات التقنية، هناك تحديات تنظيمية؛ إذ يجب على الحكومات الدولية وضع لوائح واضحة تحكم السياحة الفضائية، من حيث المسؤولية القانونية في حالة الحوادث، وحتى قواعد حماية البيئة المدارية من النفايات الفضائية. على الرغم من أن السعر يظل عائقاً ضخماً، فإن المنافسة بين الشركات الخاصة في هذا المجال ستؤدي، كما حدث في مجالات تكنولوجية سابقة، إلى خفض التكلفة بشكل تدريجي. المحللون يتوقعون أن يكون هذا النوع من السياحة، على المدى الطويل، هو الدافع الرئيسي للابتكار في صناعة الفضاء الخاصة
فنادق الفضاء تُصبح واقعاً.. الإعلان عن أول رحلة تجارية فندقية إلى مدار أرضي منخفض
سياحة 31 أكتوبر, 2025
استمع الي المقالة
0:00













