تشهد رياضة الإي-سبورتس (esports) نموًا غير مسبوق في عام 2025، ليس فقط من ناحية الجمهور والمشاركة، بل أيضًا في جانب المراهنات، خاصة في آسيا. وفقًا لتقرير حديث من LSports، فإن تداول الرهانات على مسابقات الألعاب الإلكترونية ارتفع بنسبة 75% في الربع الأول من 2025.
هذا الارتفاع الكبير يعكس مدى تزايد شعبية الألعاب التنافسية كمجال رياضي لا يقل أهمية عن الرياضات التقليدية، خصوصًا في الأسواق التي تعتمد كثيرًا على الألعاب والهواتف الذكية.
من جهة أخرى، يشير تقرير من GlobalData إلى أن جمهور الإي-سبورتس العالمي قد يصل إلى 318 مليون شخص مخصص بحلول عام 2025، ما يوضح مدى التوسع الهائل في قاعدة المعجبين والمتابعين لهذا النوع من الرياضات.
كما أن التحليلات تظهر أن جزءًا كبيرًا من هذا الجمهور هو من الشباب في منطقة آسيا-المحيط الهادئ، وخصوصًا من الأسواق التي تشهد نموًا في استخدام الهواتف الذكية وإمكانية الوصول إلى شبكة إنترنت أفضل.
أما من ناحية العائدات، فتشير تقارير أخرى إلى أن السوق سيشهد نموًا ملحوظًا بفضل زيادة الإعلانات، والرعاية من العلامات التجارية، وكذلك من خلال الرهانات الشرعية والمنظمة على البطولات الكبيرة، مما يجعل الإي-سبورتس أحد القطاعات الأكثر جاذبية للاستثمار الرياضي في الوقت الحالي.
ومن المتوقع أن تستمر هذه الاتجاهات في النمو، حيث أن البنية التحتية الرقمية تتطور، ومنصّات البث تتوسع، مما يمنح اللاعبين والمشجعين فرصًا أكبر للتفاعل والمشاركة.
ولكن هناك تحديات أمام هذا النمو: بعض الدول ما زالت تعاني من قوانين رياضية غير واضحة فيما يخص الرهانات الإلكترونية، مما قد يعيق تنظيم هذا القطاع أو يخلق مخاطر لاستهلاك مفرط لدى بعض اللاعبين. كما أن هناك تساؤلات حول مدى استدامة هذا الارتفاع السريع في المراهنات، خاصة إذا لم يتم تنظيمها بشكل جيد من الجهات الرياضية والحكومية.
من جهة أخرى، يشعر بعض اللاعبين والمشجعين بالقلق من تأثير الرهانات على طبيعة المنافسة، حيث قد تتغير الديناميكية من رياضة بحتة إلى نشاط مالي بحت، خاصة في البطولات التي تشهد رعاية عالية ومشاركة جماهيرية كبيرة.
في المجمل، يُظهر ما يحدث في عام 2025 أن الإي-سبورتس أصبح مجالًا رياضيًا حقيقيًا له جوانب اقتصادية كبيرة، سواء من حيث الاستثمار، البث، أو المراهنات. وإذا استمر هذا النمو بنفس الوتيرة، فإن الإي-سبورتس قد يصبح من أكبر الفعاليات الرياضية في العالم ليس فقط من ناحية المتابعة، بل من حيث الإيرادات والتأثير الاجتماعي.














