هل الأحلام السيئة تتحقق لو قُلناها ؟ مفاجأة الشيخ خالد الجندي حول خطورة الكلمة

إسلاميات, الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

هل الأحلام السيئة تتحقق لو قُلناها ؟ مفاجأة الشيخ خالد الجندي حول خطورة الكلمة

أثار الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، نقطة بالغة الأهمية تتعلق بخطورة الكلمة المنطوقة، وبخاصة تلك التي تحمل شحنة سلبية أو تتناول الأحلام السيئة أو البلاء.

وقد فجَّر الشيخ الجندي مفاجأة بالتأكيد على أن الإنسان قد يجرُّ البلاء على نفسه بمجرد نُطق كلمة، مُشددًا على أن اللسان قد يكون سببًا في وقوع الشخص فيما لا يُحمد عقباه.

الكلمة تُجرُّ البلاء : الإقتداء بالسلف الصالح

أكد الشيخ خالد الجندي، خلال برنامجه “لعلهم يفقهون” على قناة “dmc”، على ضرورة توقير الكلمة والحرص الشديد قبل التفوه بأي قول.

وفي هذا السياق، إستشهد بقول عظيم للإمام إبراهيم النخعي، أحد كبار التابعين، الذي قال : “إني لأجد نفسي تحدثني بالشيء، فما يمنعني أن أتكلم به إلا مخافة أن أُبتلى به.”

وهذا القول، إذًا، يُمثل قمة الوعي والتبصر بخطورة الكلمة، حتى لو كانت مجرد حديث نفس لم يُصرح به.

لذلك، أوضح الجندي أن هذا الخوف المشروع لدى السلف الصالح من مجرد التفكير في شيء سلبي كالفقر أو المرض أو المصائب، إنما ينبع من إدراكهم العميق بأن الكلمة قد تصادف قدرًا، وبالتالي، يقع البلاء.

حقًا، إن الإمام كان يخاف أن يُعبر بالكلام عن أمر سيئ قد يحدث له، خوفًا من أن تفتح هذه الكلمة بابًا للبلاء.

الرؤيا المُعلَّقة والتحذير النبوي

علاوة على ذلك، ربط الشيخ الجندي خطورة الكلمة بما يتعلق بـالرؤى والأحلام. فقد أشار إلى حديث النبي (صلى الله عليه وسلم) الشهير : “رؤيا المؤمن معلَّقة برجل طائر، فإن عبَّرها وقعت”.

هل الأحلام السيئة تتحقق لو قُلناها من هذا المنطلق، نَبَّه الشيخ الجندي إلى أن مجرد تعبير الرؤى السيئة، أو التحدث عنها بلا حكمة وتدبُّر، قد يكون له أثر واقعي ومُتحقق، خاصة إذا وافق ذلك ساعة قدر.

وهكذا، لا يقتصر التحذير على الكلمات التي يتحدث بها الإنسان عن نفسه في يقظته، بل يمتد ليشمل ما يتحدث به عن أحلامه المزعجة.

الخط الفاصل بين الحذر والتشاؤم

مع ذلك، وضع الشيخ خالد الجندي حدًا فاصلاً وخطًا رفيعًا بين هذا الحذر المطلوب وبين الغرق في الخوف أو التشاؤم غير المبرر.

فمن جهة، أكد أنه لا يدعو الناس إلى التشاؤم أو الخوف المفرط، لكن من جهة أخرى، طالبهم بأخذ الحيطة والحذر من ألسنتهم.

إذًا، النقطة الجوهرية هنا هي عدم إطلاق اللسان بالكلام السلبي أو الشرير، وعدم حكي الأحلام الوحشة لكل الناس.

ختامًا، شدد الشيخ الجندي على أن الكلام له طاقة، والكلمة قد تفتح بالفعل بابًا من أبواب البلاء، مُذكرًا بقول النبي (صلى الله عليه وسلم) بأن أكثر ما يُهلك الناس هو “حصائد ألسنتهم”.

لذا، وجب على المؤمن أن يتقي الله في لسانه ويُراقب كل ما ينطق به.