أخطاء كارثية يقع فيها الآباء تُدمّر صحة أولادهم المراهقين النفسية
تُعد مرحلة المراهقة أو البلوغ فترة حاسمة في حياة الأبناء، إذ تشهد تحولات نفسية وجسدية عميقة تُلقي بظلالها على الطفل خلال هذه المرحلة العمرية، وتستمر تأثيراتها في سنوات حياته اللاحقة.
إنها فترة تتسم بالنمو والتطور، ولكنها في الوقت ذاته تُعد تحديًا كبيرًا للآباء، فبينما يتغير الأبناء عن طفولتهم، يختبرون أيضًا حدود صبر الوالدين. ورغم تطلعاتهم الملحة للإستقلالية، يظلون في حاجة ماسة لدعم وتوجيه آبائهم.
وفي هذا السياق، يشير موقع “Web MD” إلى وجود أخطاء شائعة يرتكبها الآباء خلال هذه المرحلة العمرية الحرجة، والتي قد تؤثر سلبًا على الصحة النفسية لأبنائهم. دعونا نستعرض هذه الأخطاء ونفهم كيفية تجنبها.
1. توقع الأسوأ : فخ التوقعات السلبية
يُشير الدكتور ريتشارد ليرنر، مدير معهد البحوث التطبيقية في تنمية الشباب بجامعة تافتس، إلى أن المراهقين غالبًا ما يُعانون من سمعة سيئة، مما يدفع العديد من الآباء إلى التعامل مع تربية أبنائهم المراهقين على أنها محنة.
فهم يعتقدون أن ليس لديهم سوى مشاهدة أطفالهم المحبوبين وهم يتحولون إلى أشخاص لا يمكن التنبؤ بتصرفاتهم، فتصبح الرسالة التي يوصلها الآباء لأبنائهم ضمنيًا هي أنهم “جيدون” فقط إذا لم يفعلوا أشياء “سيئة”.
لذا، يجب الإنتباه : إن التوقعات السلبية قد تُعزز السلوك الذي نخشى حدوثه. وقد أظهرت دراسة أجرتها جامعة ويك فورست أن المراهقين الذين توقع آباؤهم منهم الإنخراط في سلوكيات محفوفة بالمخاطر، أبلغوا عن مستويات أعلى من هذه السلوكيات بعد عام واحد.
لذلك، من الأفضل التركيز على إهتمامات طفلك وهواياته، حتى لو لم تفهمها. قد يفتح هذا آفاقًا جديدة للتواصل، ويعيد لك التواصل مع طفلك الذي تحبه، وربما تتعلم منه شيئًا جديدًا.
2 . الإفراط في قراءة كتب التربية : عندما يحل الكتاب محل الحدس
بدلاً من الإعتماد على حدسهم الأبوي الفطري، يلجأ العديد من الآباء إلى خبراء خارجيين للحصول على نصائح حول كيفية تربية أبنائهم المراهقين.
ومع ذلك، قد يجد الآباء أنفسهم في مأزق وهم يحاولون إتباع النصائح التي يقرأونها في الكتب. لا يعني هذا أن كتب التربية سيئة بحد ذاتها، ولكنها تُصبح مشكلة عندما يستخدمها الآباء لإستبدال مهاراتهم الفطرية.
فإذا لم تتوافق التوصيات مع أسلوبهم الشخصي، يزداد قلق الآباء وتقل ثقتهم بأطفالهم.
من الأهمية بمكان : تذكر أن كل طفل فريد، وما يناسب طفلًا قد لا يناسب الآخر. إستخدم الكتب كدليل، ولكن لا تدعها تُطفئ نور حدسك الأبوي.
3 . الخوف من الأشياء الصغيرة : حرمان المراهق من فرص التعلم
ربما لا تُعجبك تسريحة شعر إبنتك المراهقة أو إختيارها للملابس، أو ربما لم تحصل على الدور الذي تستحقه في المسرحية المدرسية.
ولكن قبل أن تتدخل، أنظر إلى الصورة الكبيرة. إذا لم يكن ذلك التصرف يُعرض طفلك للخطر، فإمنحه الحرية لإتخاذ القرارات المناسبة لعمره والتعلم من عواقب لإختياراته.
يجب أن ندرك : الكثير من الآباء لا يريدون أن تنطوي نشأة أبنائهم على أي ألم أو خيبة أمل أو فشل.
لكن حماية الأطفال المفرطة من ضغوط الحياة تحرمهم من فرص تعلم قيّمة قبل أن يصبحوا مستقلين. دعهم يختبرون الحياة ويتعلموا من أخطائهم الصغيرة في بيئة آمنة.
4 . تجاهل الأمور الكبيرة : عندما يتجاهل الآباء علامات الخطر
على النقيض من النقطة السابقة، إذا كنت تشك في أن طفلك يتعاطى التبغ بأي شكل من الأشكال، أو الكحول، أو أي مخدرات أخرى، فلا تغض الطرف.
حتى لو كان الأمر مجرد سيجارة أو تدخين إلكتروني، أو حتى لو كان يُذكرك بشبابك، فعليك إتخاذ إجراء الآن، قبل أن تتفاقم المشكلة.
من الضروري الإنتباه : إلى التغيرات غير المبررة في سلوك إبنك المراهق، ومظهره، وأدائه الأكاديمي، وأصدقائه.
إذا وجدت عبوة دواء السعال فارغة في سلة المهملات أو حقيبة الظهر الخاصة بطفلك، أو إذا فقدت زجاجات الدواء من خزانتك، أو إذا وجدت حبوبًا أو غليونًا أو ورقًا لف السجائر أو أعواد ثقاب غير مألوفة، فقد يكون طفلك يتعاطى المخدرات.
لذا، خذ هذه العلامات على محمل الجد وتصرف بحكمة.
5 . الإنضباط المفرط أو القليل جدًا : البحث عن التوازن المفقود
يشعر بعض الآباء بفقدان السيطرة على سلوك أبنائهم المراهقين، فيلجأون إلى العنف كلما تجاوز إبنهم حدوده.
بينما يتجنب آخرون أي صراع خوفًا من أن يبتعد أبناؤهم عنهم. ولكن ليس عليك فعل أيٍّ من الأمرين. الأمر يتعلق بإيجاد توازن دقيق بين الطاعة والحرية.
والواقع أن : إذا بالغتَ في التركيز على الطاعة، فقد تتمكن من جعل إبنك المراهق أو إبنتك المراهقة يلتزمان بالقواعد، إلا أن المراهقين الذين ينشؤون في بيئات صارمة يفوتون فرصة تطوير مهارات حل المشكلات أو القيادة
لأنكم تتخذون القرارات نيابةً عنهم. وفي المقابل، لا تُجدي قلة الإنضباط نفعًا أيضًا، حيث يحتاج المراهقون والمراهقات إلى هيكلية واضحة وقواعد يعيشون وفقًا لها وهم يبدأون إستكشاف العالم الخارجي.
الخلاصة : تأثيرك أعمق مما تظن
أخطاء كارثية يقع فيها الآباء .. بصفتك والدًا أو والدة، تقع على عاتقك مسؤولية تحديد القيم الأساسية لعائلتك وإيصالها من خلال أقوالك وأفعالك، مما يساعد الأبناء على تطوير المهارات اللازمة لحكم أنفسهم بطرق سليمة.
تذكر أن تأثيرك أعمق مما تظن. ومعظم المراهقين يرغبون في قضاء المزيد من الوقت مع والديهم، لذلك إستمر في تخصيص وقت لطفلك طوال فترة المراهقة، حتى لو لم يظهر ذلك، فأنت تُوفر له أرضية صلبة يعلم أنه سيعود إليها دائمًا.














