تفاصيل قصر عابدين من الداخل سيرة العراقة الملكية قصر ألف ليلة وليلة
بملامحه المهيبة وتاريخه العريق يعود قصر عابدين إلى دائرة الضوء مجددًا بعد إستضافته لحفل “الجراند بول” أمس السبت.
يذكّر هذا الحدث المصريين والعالم بمكانة القصر كأحد أعظم القصور الملكية في الشرق ورمز من رموز النهضة العمرانية في عهد الخديوي إسماعيل.
وفيما يلي نقدّم لكم 10 معلومات مفصلة تلخص تاريخ هذا الصرح الذي غيّر وجه القاهرة وأسس لفكرة “المدينة الحديثة”و تفاصيل قصر عابدين من الداخل.
نقلة حضارية : أول مقر للحكم وسط العاصمة
في ستينيات القرن التاسع عشر قرر الخديوي إسماعيل أن يحوّل القاهرة إلى مدينة أوروبية الطابع.
ولهذا الغرض إنتقل بالحكم من قلعة محمد علي التاريخية إلى وسط العاصمة ليعيش بين الناس وكان قصر عابدين تجسيدًا فعليًا لهذه الفكرة الحضارية غير المسبوقة في العالم العربي آنذاك.
منزلة تاريخية : من بيت عابدين بك إلى تحفة معمارية
كان القصر في الأصل منزلًا للقائد العسكري عابدين بك أحد رجال محمد علي باشا.
وبعد وفاته إشترى الخديوي إسماعيل القصر من أرملته ثم هدمه وأعاد بناءه بالكامل على مساحة تجاوزت 24 فدانًا.
ومع ذلك إحتفظ بالإسم الأصلي تقديرًا لتاريخه وتكريمًا لذكراه.
تكلفة باهظة وتصميم بلمسة فرنسية
أسند الخديوي إسماعيل تصميم القصر إلى المهندس الفرنسي دي كوريل روسو.
بلغت كلفة التصميم نحو 40 ألف دولار في ذلك الوقت بينما تجاوزت كلفة التأثيث 120 ألف دولار وهو مبلغ يُعد ضخمًا بمقاييس القرن التاسع عشر.
مقر الحكم الرسمي (1872 – 1952)
أصبح قصر عابدين المقر الرسمي لحكم مصر من عام 1872 حتى سقوط الملكية عام 1952.
وبالتالي تعاقب على الإقامة فيه العديد من حكام مصر بما فيهم الخديوي توفيق والخديوي عباس حلمي الثاني والسلطان حسين كامل والملك فؤاد الأول ثم الملك فاروق.
فخامة التصميم : 500 غرفة ومعمار فاخر
يضم القصر 500 غرفة وقد زُينت جدرانه بلوحات فنية نادرة بتوقيع فنانين فرنسيين.
علاوة على ذلك تميزت قاعاته بتصميمات إيطالية وتركية وفرنسية غاية في الدقة والفخامة.
وتُعد قاعة محمد علي الأضخم والأفخم على الإطلاق وتُستخدم حتى اليوم في الإحتفالات الرسمية الكبرى.
لمسة روحية : قصة ضريح “سيدي بدران”
أثناء عمليات البناء إكتشف العمال وجود جبّانات قديمة فتم نقلها جميعًا بإستثناء ضريح “سيدي بدران”.
واجهت محاولة نقله حوادث متكررة وغريبة مما دفع الخديوي إلى الإبقاء عليه داخل حدود القصر ليصبح جزءًا من معالمه الروحية والزخرفية.
متاحف ملكية تروي تاريخ الأمة
يحتوي القصر على متاحف متكاملة أسسها الملك فؤاد الأول ثم طورها إبنه الملك فاروق. وتشمل هذه المتاحف ما يلي:
متحف الأسلحة : يضم سيوفًا نادرة ومدافع وأسلحة تاريخية منها خنجر القائد الألماني روميل.
متحف النياشين والأوسمة : يعرض أوسمة ملوك ورؤساء العالم وهداياهم للأسرة المالكة.
متحف الفضيات : يحتوي على أدوات ملكية مذهلة من الفضة والكريستال والصيني النادر.
المسرح الملكي ومنطقة “الحرملك”
يحتوي القصر على مسرح ملكي مزين بمئات المقاعد المذهبة وستائر فخمة.
وإضافة إلى ذلك خصصت بعض مقاعده للسيدات في منطقة تُعرف بإسم “الحرملك” كانت مخصصة للعائلة الملكية وضيفاتها من الأميرات.
الحدائق الأوروبية وباب باريس الشهير
تحيط بالقصر حدائق بديعة إستُجلبت نباتاتها من أوروبا.
ويُعدّ باب باريس أشهر مداخله فقد صُنع خصيصًا في العاصمة الفرنسية وزُين بنقوش فريدة.
خلفه توجد نافورة محاطة بتماثيل لأبناء محمد علي باشا تشكل مشهدًا ملكيًا فخمًا.
نقطة إنطلاق القاهرة الحديثة
لم يكن قصر عابدين مجرد مقر ملكي بل كان نقطة إنطلاق لتحديث القاهرة على النمط الأوروبي. وبصورة أساسية بدأت ملامح العاصمة الحديثة تتشكل من داخله في الشوارع والميادين والطراز المعماري الذي ميز القاهرة الخديوية حتى اليوم.
رمز الملكية ومسرح التاريخ المتجدد
واليوم يعود قصر عابدين إلى الواجهة كأحد أهم القصور الرئاسية والمواقع التاريخية في مصر
ليشهد حفل “الجراند بول” في أجواء تمزج بين رقي الماضي وحيوية الحاضر.
وبهذا يؤكد أن هذا القصر لم يفقد بريقه يومًا بل ما زال رمزًا للهوية المصرية والعراقة الملكية التي لا يبهت وهجها عبر الزمن.














