فك شفرة لغز مثلث برمودا : “الأمواج المارقة” وراء “مثلث الموت”

أخبار عالمية

استمع الي المقالة
0:00

فك شفرة لغز مثلث برمودا : “الأمواج المارقة” وراء “مثلث الموت”

لطالما شغل مثلث برمودا، المعروف بإسم “مثلث الموت”، أذهان العلماء والباحثين بسبب الحوادث الغامضة التي شهدها، والتي أدت إلى إختفاء مئات السفن والطائرات دون أثر.

ورغم تعدد النظريات التي حاولت تفسير هذه الظاهرة، ظل اللغز قائماً حتى الآن. ولكن مؤخراً، قد يكون عالم محيطات بريطاني قد وجد الإجابة التي حيرت العالم لسنوات طويلة.

نظرية الأمواج المارقة

كشف الدكتور سايمون بوكسل، عالم المحيطات من جامعة ساوثهامبتون، أن السبب المحتمل وراء حالات الإختفاء في مثلث برمودا هو ظاهرة طبيعية تُعرف بـ “الأمواج المارقة”.

هذه الأمواج هي جدران مائية ضخمة وغير متوقعة، يمكن أن يبلغ إرتفاعها ضعف إرتفاع الأمواج العادية لتصل إلى 30 متراً.

ما يميز هذه الأمواج هو شدتها وقدرتها على الظهور بشكل مفاجئ ومن إتجاهات مختلفة عن الرياح والأمواج السائدة، مما يجعلها تشكل تهديداً خطيراً على السفن، خاصة الكبيرة منها.

ووفقاً للدكتور بوكسل، فإن سفينة ضخمة إذا وقعت في قبضة إحدى هذه الأمواج، يمكن أن تغرق في غضون دقيقتين أو ثلاث فقط.

سفينة “يو إس إس سايكلوبس” دليل حيّ

فك شفرة لغز مثلث برمودا .. إنتشرت النظريات حول جاذبية مثلث برمودا المميتة بعد حادثة غرق سفينة الشحن الأمريكية “يو إس إس سايكلوبس” في عام 1918.

فبينما كانت السفينة في طريقها من البرازيل إلى بالتيمور، إختفت دون أن ترسل حتى إشارة إستغاثة، ولم يُعثر على أي أثر لها أو لطاقمها المكون من 306 أفراد.

يرجح الدكتور بوكسل أن الأمواج المارقة كانت السبب وراء غرق هذه السفينة. وفي إطار سلسلة وثائقية بعنوان “لغز مثلث برمودا” على “قناة 5″، أوضح الدكتور أن مثلث برمودا يعتبر “نقطة ساخنة” لتكوين هذه الأمواج بسبب التقاء العواصف القادمة من الجنوب والشمال، بالإضافة إلى العواصف القادمة من فلوريدا، مما يخلق نمطاً مميتاً محتملاً.

نموذج يثبت النظرية

بالتعاون مع زملائه، قام الدكتور بوكسل ببناء نموذج مصغر لسفينة “يو إس إس سايكلوبس” لإختبار كيفية تفاعلها مع موجة مارقة.

وأظهرت التجربة أن السفينة، بسبب حجمها الضخم وقاعدتها المسطحة، يمكن أن تغمرها المياه بسرعة هائلة، مما يؤكد أن غرقها المفاجئ كان أمراً ممكناً. وأضاف الدكتور بوكسل : “كلما كانت السفينة أكبر، كان الضرر أكبر”، مما يفسر سبب إختفاء السفن الضخمة في هذه المنطقة.

رأي آخر : لا يوجد لغز من الأساس

على الرغم من قوة هذه النظرية، لا يوافق جميع العلماء على وجود لغز يحتاج إلى تفسير في مثلث برمودا من الأساس.

تشير الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) إلى أنه لا يوجد دليل على أن حوادث الإختفاء في هذه المنطقة تحدث بمعدل أعلى من أي منطقة أخرى مزدحمة بالملاحة في المحيط.

يقع مثلث برمودا في منطقة حيوية ومزدحمة في شمال المحيط الأطلسي، ويحدها ثلاث نقاط رئيسية هي : جزر برمودا، وولاية فلوريدا الأمريكية، وجزر بورتوريكو.

وبسبب حجمها الكبير وكثافة الحركة الملاحية فيها، فمن الطبيعي أن تشهد حوادث وغرق سفن وتحطم طائرات بمعدلات عادية.

الخلاصة

ورغم أن نظرية “الأمواج المارقة” تقدم تفسيراً علمياً مقنعاً لبعض حالات الإختفاء، إلا أن لغز مثلث برمودا قد يظل محل جدل بين من يؤمن بوجود سر غامض، ومن يرى أن الأمر لا يتعدى كونه ظاهرة طبيعية .